لا يمكن إنقاذ المصاب بالجلطة الدماغيّة بإسالة الدماء من أصابع يديه
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 26 أغسطس 2022 الساعة 13:53
- اريخ التحديث 30 أغسطس 2022 الساعة 11:36
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
- إعداد: جويس حنا, خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2024: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
تدّعي المنشورات أنّها تقدّم معلومات "غاية في الأهميّة" و"ناجحة" لعلاج من يصاب بجلطة دماغيّة، وتدعو إلى "وخز أصابع اليد العشرة" للمصاب بجلطة دماغيّة باستخدام إبرة ثمّ الضغط عليها حتى يسيل الدمّ منها.
وتضيف المنشورات أنّه إذا لوحظ تشوّه في شكل فم الضحية "يتعيّن تدليك الأذنين حتى يبلغهما الدم. ووخز شحمة الأذن بإبرة حتى تسيل قطرتان من الدم".
وتؤكّد المنشورات أنّ هذه الطريقة الصينيّة "مضمونة" يستعيد بعدها المريض وعيه قبل توّجهه إلى المستشفى.
تجتاح هذه المنشورات مواقع التواصل الاجتماعيّ منذ العام 2015 وقد شاركها كثيرون ظناً منهم أنهم يقدّمون نصائح في الإسعاف الأوليّ لشخص مصاب بجلطة دماغيّة.
إلا أنّ الأطباء يحذّرون من هذه الممارسات نظراً لخطورتها وما يمكن أن يترتّب عنها من تأخّر في نقل المريض إلى المستشفى وتلقي العلاج الضروريّ للجلطة الدماغيّة.
ما هي الجلطة الدماغية؟
يشرح طبيب الأعصاب اللبناني جوزيف مطر في حديث مع وكالة فرانس برس أنّ الجلطة الدماغيّة قد تنجم إما عن انسداد في الأوعية الدمويّة ما يؤدي إلى وقف تدفّق الأكسيجين إلى الدماغ وموت الخلايا، أو عن نزيف في الدماغ. وعلاجات الجلطة تختلف باختلاف نوعها وتعطى بعد تشخيصها في المستشفى.
"لا علاقة بين وخز الأصابع والجلطة الدماغيّة"
تدّعي المنشورات أنّ "وخز الأصابع من شأنه أن يعيد تدفّق الدماء إلى الدماغ ما قد ينقذ من الجلطة". إلا أنّ هذا الادعاء غاية في التضليل بحسب دكتور جوزيف مطر الذي يقول إنّ "لا علاقة بين سيل الدم من الأصابع وسير الدورة الدمويّة في جسم الإنسان".
ويضيف مطر "إن إسالة الدم من الأصابع لا يمتّ بصلة إلى وصول الدورة الدمويّة إلى الدماغ".
الجلطات الدماغيّة تعالج في المستشفى فقط!
إنّ علاج الجلطات الدماغيّة يتمّ في المستشفى وذلك بعد تشخيص حالة المريض وتحديد نوع الجلطة وسببها، لإعطاء العلاج المناسب. ويفصّل مطر في هذا الصّدد العلاجات فيقول "إن الجلطة الناتجة عن انسداد في الشرايين قد تعالج عن طريق تذويب الجلطة أو سحبها بفتح الشرايين". بعد ذلك توصف للمريض أدوية دائمة قد تكون مسيلات للدماء أو أدوية حماية للشرايين.
أما الجلطة الناتجة عن النزيف فقد تتطلّب إجراء عمليّة لإغلاق الشريان النازف ومراقبة المريض بعدها.
وتبقى الوقاية خير من قنطار علاج بحسب مطر الذي ينصح من أصيب بأي جلطة باتخاذ الحيطة والتنبّه لعوامل الخطر التي قد تؤدي إلى تكرار الجلطة فيذكر منها السيطرة على الضغط وداء السكري والكوليسترول ومعالجة أي مشاكل في القلب....
"سارعوا إلى المستشفى"
يؤيّد جراح القلب والشرايين والباحث اللبناني بياترو خير ما قاله زميله ويحذّر من تضييع الوقت في ممارسة ما وصفه بالـ "شعوذات" التي قد تودي بحياة المريض.
ويقول خير في حديث لوكالة فرانس "بمجرّد ملاحظة أعراض الجلطة الدماغيّة التي تتمثّل على سبيل المثال لا الحصر بتبدّل في شكل الوجه أو شلل في أعضاء الجسم وصعوبة في الحركة، يتعيّن نقل المصاب بأسرع وقت إلى المستشفى لتشخيص حالته وتلقي العلاج".
ويضيف خير أن الجلطة الدماغيّة خطيرة جداً وقد ينتج عنها أضرار كما قد تؤدي إلى الوفاة. ولذلك "يجب التوجّه إلى أقرب مستشفى لمحاولة الحدّ من الأضرار وتجنّب أي مضاعفات قد تنتج عنها".
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا