هذا الفيديو لا يُظهر إحياء ذكرى عاشوراء في مصر بل هو مصوّر في العراق قبل سنوات

يظهر في الفيديو المتداول على مواقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب ومواقع إخباريّة، والمنشور بنسخة غير واضحة في معظم الصفحات، ما يبدو أنه موكب كالمواكب التي يخرج فيها الشيعة في العالم العربيّ والإسلاميّ إحياء لذكرى عاشوراء، ويُسمع فيها صوت إنشاد غير واضح كما يُسمع بوضوح صوت ضرب الأكف على الصدور، أو ما يُعرف باللطم، وهي عادة ينفرد فيها الشيعة أثناء إحياء ذكرى الحسين في تلك المعركة التي كان لها تداعيات خطيرة في تاريخ الإسلام.

وجاء في التعليقات المرافقة "لأوّل مرّة، مواكب لإحياء ذكرى الحسين في مصر وبأعداد غير متوقّعة".

Image

ويحظى الحسين بن عليّ بمكانة عالية بين عموم المسلمين، وبعاطفة كبيرة في مصر حيث يُعتقد أن جزءاً من رفاته دُفن بعد مقتله في معركة كربلاء عام 680 بعد وفاة جدّه النبيّ بنحو خمسين عاماً. 

Image

احتفال بمولد الحسين بن عليّ بن أبي طالب أمام المسجد الذي يحمل اسمه في القاهرة في 16 كانون الثاني/يناير 2018 ( أ ف ب / أمير مقار)

وتقام في مصر احتفالات في ذكرى مولد أئمّة أهل البيت والحسين خصوصاً، لكنها تخلو من مظاهر الحزن والبكاء واللطم عليه التي تكاد تقتصر على المذاهب الشيعية.

Image

احتفال بمولد الحسين بن عليّ قرب المسجد الذي يحمل اسمه في القاهرة في 16 كانون الثاني/يناير 2018 ( أ ف ب / أمير مقار)

حقيقة الفيديو المتداول

أما الفيديو المتداول فلا شأن له بمصر.

فسرعان ما تعرّف صحافيو فرانس برس في العراق على المكان، وحددّوه بحسينية بني عامر في مدينة كربلاء في الجنوب.

إثر ذلك، أرشد التفتيش على موقع يوتيوب باستخدام كلمات مفتاح "بني عامر، كربلاء" إلى فيديوهات مشابهة نُشرت في تواريخ مختلفة، وأيضاً إلى فيديو يتضمّن مشاهد من المكان نفسه الظاهر في المقطع المتداول على مواقع التواصل.

وتعود هذه المشاهد في الحقيقة إلى إحياء ذكرى عاشوراء في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2017، بحسب ما جاء في الفيديو المنشور على قناة "مسجد الموسوي" على موقع يوتيوب.