هذا الفيديو قديم ولا يُصوّر احتجاجات جديدة في بغداد

في ظلّ تواصل التظاهرات التي دعا لها التيّار الصدري في العراق رفضاً لمرشّح الإطار التنسيقي، الذي يضمّ فصائل موالية لإيران، لرئاسة الحكومة، تداولت صفحات وحسابات عراقيّة على مواقع التواصل فيديو قيل إنه يُظهر انضمام حشد من أنصار التيار الصدري إلى الاحتجاجات. لكن هذا الفيديو منشور في الحقيقة عام 2019 أثناء الاحتجاجات الواسعة التي شهدها البلد آنذاك.

يظهر في الفيديو حشد من المتظاهرين يحملون أعلاماً عراقيّة ورايات حمراء، وتُسمع هتافات تُعلن وصول "الكعباويّة"، أو أبناء عشيرة بني كعب، إحدى أكبر عشائر جنوب العراق، إلى مكان تظاهر أو اعتصام، ويُسمع أحد الموجودين في المكان قائلاً "حيّا الله بني كعب".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الثاني من آب/أغسطس 2022 من موقع فيسبوك

وجاء في التعليقات المرافقة "عشيرة بني كعب تلبّي دعوة الصدر".

يأتي تداول الفيديو بهذا السياق في ظلّ استمرار التظاهرات والاحتجاجات التي دعا لها زعيم التيّار الصدريّ اعتراضاً على تسمية الإطار التنسيقي، الذي يضمّ فصائل موالية لإيران، لشخصية يعتبرها مقربة من نوري المالكي، خصمه السياسي، لرئاسة الوزراء، هو محمد شياع السوداني.

ومع تواصل الاحتجاجات واعتصام أنصار الصدر داخل البرلمان الذي اقتحموه قبل أيام، ظهر هذا الفيديو على مواقع التواصل، ما يوحي - أو يدعي صراحة - أنه يصوّر واحدة من التظاهرات الحديثة في العراق.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول قديم ولا شأن له بالأحداث الأخيرة.

فالتفتيش عن مشاهد منه على محرّكات البحث يُظهر أنه منشور في العام 2019، ما ينفي أن يكون حديثاً مثلما ادّعت المنشورات المضلّلة.

ويمكن العثور على الفيديو نفسه على صفحة تحمل اسم "إمارة بني كعب- الموقع الرسميّ" يتابعها أكثر من عشرين ألف شخص.

ونُشر هذا الفيديو تحديداً في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2019 تحت عنوان "تظاهرات بني كعب في بغداد ساحة التحرير".

وفي ذلك الحين، كان العراق يعيش على وقع انتفاضة شعبيّة هي الأكبر في تاريخه الحديث، ضدّ النظام السياسي الذي يتّهمه المحتجون بالفساد، وتطوّرت في ما بعد لتشهد مواجهات مع القوات الأمنية ومسلّحين أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص وإصابة عشرات الآلاف بجروح.

وسبق أن أصدرت منصّة "تقنية من أجل السلام" المعنيّة بالردّ على الأخبار المضلّلة، تقريراً فنّدت فيه هذا الادّعاء وبيّنت أصل الفيديو من العام 2019.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا