هذا الفيديو قديم وليس لتشييع ضحايا القصف على منتجع سياحي في كردستان

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادّعى ناشروه أنّه يعود لتشييع ضحايا قصف حمّلت بغداد تركيا مسؤوليته، وأودى بحياة تسعة مدنيين في منتجع سياحي في كردستان. إلا أنّ المقطع في الحقيقة يعود لتشييعٍ خلال التظاهرات الاحتجاجيّة التي شهدها العراق عام 2019. 

يظهر في الفيديو ما يبدو أنّه تشييع شعبيّ لعشرات النعوش الملفوفة بالعلم العراقيّ، وجاء في التعليق المرافق "شهداء العراق في زاخو… وصول الشهداء (12)". 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 22 تمّوز/يوليو 2022 عن موقع فيسبوك

حظي الفيديو بمئات آلاف المشاهدات من صفحات عراقيّة عدّة  مع تصاعد الغضب الشعبي إثر سقوط تسعة مدنيين وإصابة 23 بجروح في منتجع سياحي في زاخو في إقليم كردستان، جراء قصفٍ حمّلت بغداد تركيا مسؤوليته. 

يوم حداد وطني 

بدأ انتشار الفيديو يوم الأربعاء، أي قبل يومٍ من تشييع الضحايا، الذي أقيم الخميس مع إعلان الحداد الوطني.

وأرسلت طائرة عسكرية إلى مطار أربيل عاصمة إقليم كردستان المتمتّع بحكم ذاتي، لنقل جثامين الضحايا إلى بغداد، كما شاهد مصوّر في فرانس برس، الخميس. 

ونقلت التوابيت التسعة بسيارة إسعاف، بينها تابوت طفل صغير، ولفّت بالعلم العراقي وأكاليل الورود. وحمل وزير الخارجية فؤاد حسين ورئيس الإقليم نجيرفان بارزاني، نحو الطائرة، التابوت الصغير، قبل أن تقلع إلى بغداد. 

وفي مطار بغداد الدولي، استقبل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الجثامين وتقدم مراسم التشييع الرسمي، بحضور عدد من القيادات الأمنية والمسؤولين والتقى بعائلات الضحايا، بحسب بيان رسمي.

ووزّعت وكالة فرانس برس مشاهد مصوّرة للتشييع.

إلا أنّها تختلف عن الفيديو المتداول، الذي نشر في الأصل قبل يومٍ من التشييع.

فما حقيقته؟ 

بعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إليه منشوراً في أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2019، في صفحات عراقيّة عدّة على مواقع التواصل. 

وجاء في النصّ المرافق له "تشييع شهداء الناصريّة". 

ماذا حصل آنذاك؟ 

شهد العراق منذ مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر 2019 تظاهرات ضدّ الحكومة أسفر ردّ السلطات عليها عن سقوط أكثر من 420 قتيلاً وإصابة الآلاف بجروح في العاصمة بغداد ومناطق الجنوب الشيعية.

وفي 28 تشرين الثاني/نوفمبر، قُتل 46 متظاهراً منهم 28 في الناصرية وأصيب ألف شخص بجروح بأيدي ضبّاط عسكريين أرسلوا من بغداد لاحتواء اشتعال الوضع لكنهم تراجعوا إزاء الفوضى. 

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا