هذه الصورة مركّبة ولا شأن لها بالاضطرابات القبليّة في السودان بل هي مصوّرة في سريلانكا
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 21 يوليو 2022 الساعة 13:46
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
تُظهر الصورة حشداً كبيراً أمام ما يبدو أنه مبنى حكومي عليه علم نيجيريا.
وجاء في التعليقات المرافقة على موقعي تويتر وفيسبوك "احتجاجات ضخمة بالعاصمة النيجيرية أبوجا تطالب السودان باحترام الهوسا".
ماذا يجري مع الهوسا في السودان؟
يأتي ظهور هذا المنشور عقب اندلاع أعمال عنف في الحادي عشر من تموز/يوليو الجاري بين أفراد من قبيلة الهوسا، وهم مزارعون أفارقة ينتشرون في منطقة الساحل الإفريقي ويعدّون بعشرات الملايين، وأفراد من قبيلة البرتي.
ويُطالب الهوسا بتشكيل سلطة محليّة تُشرف على استخدام الأراضي والماء، بحسب ما قال أحد وجهاء الهوسا لوكالة فرانس برس.
من الجهة المقابلة، تقول قبيلة البرتي إنها تملك الأراضي وإنها ترفض عبور من لا ينتمون إليها وترفض أي إشراف خارجي.
وأسفرت المواجهات بين القبيلتين عن سقوط عشرات الأشخاص بين قتيل وجريح.
وبحسب صحافيي فرانس برس في السودان، نجحت القوات الحكومية التي نُشرت في ولاية النيل الأزرق في إرساء هدوء حذر بعد أيام من الاشتباكات بالأسلحة الناريّة.
حقيقة الصورة
لكن الادّعاء بأنّ الصورة المتداولة هي لتظاهرة لأفراد قبيلة الهوسا في نيجيريا دعماً لأنسبائهم في السودان غير صحيح.
فقد أرشد التفتيش عنها على محرّكات البحث إلى أنها منشورة على مواقع إخباريّة آسيويّة في التاسع من الشهر الجاري، أي قبل يومين على اندلاع المواجهات القبلية في السودان، ما يدحض أن تكون على علاقة بتظاهرات الهوسا مثلما ادّعت المنشورات المضلّلة.
وبحسب هذه المواقع، تعود الصورة لتظاهرة في سريلانكا أمام القصر الرئاسيّ.
وأظهر التفتيش عن الصورة أيضاً أن منصّة "جهينة" السودانيّة المعنيّة بالردّ على المنشورات الكاذبة، أصدرت تقريراً بيّنت فيه حقيقتها.
وبالفعل، يمكن ملاحظة التشابه بين هذه الصورة المتداولة، وبين صور التقطها مصوّرو فرانس برس في سريلانكا، ما يؤكّد أن الصورة المتداولة ملتقطة هناك وليس في نيجيريا مثلما ادّعت المنشورات المضلّلة.
وقد عمد مروّجو الخبر المضلّل إلى تركيب علم نيجيريا فوق الصورة.
الهوسا في السودان
يبلغ عدد أفراد الهوسا في السودان نحو ثلاثة ملايين وهم مسلمون يتحدثون لغة خاصة بهم ويعتاشون بشكل رئيسي من الزراعة في دارفور، الإقليم المتاخم لتشاد، وكذلك في كسلا والقضارف وسنار والنيل الأزرق على الحدود مع اثيوبيا وإريتريا.
وعلى مدار اليومين الماضيين خرج آلاف من أبناء قبيلة الهوسا في مناطق عدة في السودان لطلب "القصاص للشهداء".
وفيما عاد الهدوء إلى النيل الأزرق، انتقل العنف إلى مناطق أخرى وخصوصاً إلى ولاية كسلا الواقعة إلى الشمال من النيل الأزرق، حيث أحرق المتظاهرون الاثنين عدة منشآت حكومية.
وتُعدّ المسألة القبليّة حساسة في السودان الذي خرج في عام 2019 من حكم عسكري استبدادي استمر 30 عاماً، وكان يلعب باستمرار على حبل الانقسامات القبلية والعرقيّة.
ويقول الناشطون المدافعون عن الديموقراطية إن هذه النزاعات القبلية تخدم العسكريين وحلفاءهم من الحركات المسلّحة السابقة في دارفور الذين يستغلون عدم الاستقرار الأمني للضغط من أجل الحصول على مكاسب سياسية.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا