المنشورات المتداولة عن فرض الزواج المبكر وتعدّد الزوجات في الصومال من خيال مؤلّفيها

جاء في المنشورات المتداولة على مواقع فيسبوك وتويتر وإنستغرام أن الشباب في الصومال يتزوّجون قبل سنّ العشرين وإلا أصابهم "العار أمام القبائل الأخرى"، وأن عائلة الشاب تلزمه بزواج أربع نساء قبل إتمام سنّ الأربعين.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 24 حزيران/يونيو 2022 من موقع فيسبوك

ولا يُعرف في الحقيقة ما إن كانت هذه المنشورات ظهرت أولاً على سبيل الهزل، لكنها حققت انتشاراً واسعاً وتعامل معها آلاف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على أنها جادّة.

معلومات لا أصل لها

لكن ما جاء في هذه المنشورات لا أصل له من الصحّة.

وقال الباحث الصومالي محمود محمد حسن المهتمّ بالثقافات والعادات الاجتماعيّة لوكالة فرانس برس إن ما جاء في هذه المنشورات غير صحيح "جملة وتفصيلاً، بدءاً بعادة التبكير بالزواج وتدخّل آخرين في اختيار الزوجة أو فرض التعدّد على من لا رغبة لديه أو حاجة".

تبكير الزواج؟

وأضاف هذا الباحث المقيم في مدينة هرجيسا في أرض الصومال حيث يدير مركزاً للدراسات "ليس هناك عمر محدّد للزواج بل كان قدماء الصوماليين يميلون إلى عدم التعجّل في الزواج، ذكوراً وإناثاً"، بخلاف ما تدّعيه المنشورات التي تحدّثت عن "عار" يلحق الشاب إن بلغ سنّ العشرين من دون زواج.

ويؤيّد ذلك صحافيو وكالة فرانس برس في مدينة مقديشو عاصمة جمهوريّة الصومال، حيث "الزواج مسألة شخصيّة بالدرجة الأولى، حتى وإن كانت العائلات تتدخّل أحياناً على غرار ما يجري في ثقافات أخرى".

فرض تعدّد الزوجات؟

وجاء في المنشورات أيضاً أن الثقافة السائدة بين الصوماليين تحتم على الرجل تعدّد الزوجات.

ويردّ محمود محمد حسن على ذلك بالقول "كان هناك فئات بعينها في المجتمع تميل للتعدّد في الماضي، مثل البدو أصحاب القطعان الكبيرة والعلماء (رجال الدين) والتجّار"، لكن الحديث عن "فرض تعدّد الزوجات" لا أصل له من الصحّة، وفقاً للباحث الذي يرى أن وصم شعب بهذه العادة المزعومة ينطوي على "استهانة بإنسانيّته".

وبحسب صحافيي فرانس برس في مقديشو، يمكن لأي شخص في الصومال أن يختار زوجة واحدة وأن يعيش معها كلّ حياته، ولا يمكن الحديث عن ثقافة أو عادات تفرض تعدّد الزوجات في الصومال مثلما تدّعي هذه المنشورات.