هذا الفيديو ليس لتظاهرات بمطالب معيشيّة في باريس بل في كورسيكا إثر وفاة ناشط مطالب بالاستقلال

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو يدّعي ناشروه أنّه يظهر أعمال شغبٍ في باريس بسبب غلاء الأسعار. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يعود لتظاهرة في جزيرة كورسيكا إثر وفاة الناشط من أجل استقلال الجزيرة إيفان كولونا في السجن. 

يظهر في الفيديو عشرات الأشخاص يصرخون وسط شارعٍ وترمى باتجاههم قنابل مسيلة للدموع وتبدو نيرانٌ مشتعلة في أنحاء عدّة. 

 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 7 نيسان/أبريل 2022 من موقع فيسبوك
 

وجاء في التعليق المرافق "أحداث شغب في باريس بسبب غلاء الأسعار وتعتيم إعلامي على أزمة مال وأعمال عالمية تعصف بأوروبا".

تداعيات الغزو الروسيّ

حظي هذا الفيديو بعشرات آلاف المشاهدات منذ بدء انتشاره أوائل الشهر الحاليّ على وقع الغزو الروسيّ لأوكرانيا الذي أدّى الى ارتفاع أسعار مواد غذائيّة يصدّرها البلدان مثل زيوت الطهي والحبوب. 

كذلك أرخى ارتفاع أسعار المحروقات ووضع حدّ لاستيراد موارد الطاقة الروسية، بظلاله على اقتصادات الاتحاد الأوروبي.

احتجاجات على وفاة ناشط في كورسيكا

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بكلّ ذلك. 

فقد أرشد البحث باستخدام لقطات ثابتة من الفيديو، إلى أنّه منشور على حساب صحيفة "كورس-ماتان" الكورسيكيّة في موقع تويتر، في الثالث من نيسان/أبريل 2022، في إطار تغطيتها للتظاهرات العنيفة التي شهدتها مدينة أجاكسيو، عاصمة الجزيرة الفرنسيّة، بعد وفاة الناشط المنادي بالاستقلال إيفان كولونا في السجن. 

وقد نشرت وكالة فرانس برس مشاهد من هذه التظاهرات. 

هل التقط الفيديو فعلاً في أجاكسيو؟ 

تبدو في الفيديو كتابة على أحد المباني يمكن قراءة جزء منها هو GALERIE NA، وبالبحث عن أسماء المعارض في أجاكسيو يمكن العثور على معرض يحمل اسم Galerie Napoleon. 

وتتطابق عناصر هذا المبنى في أجاكسيو مع المبنى الظاهر في الفيديو كما يظهر على خدمة خرائط غوغل. 

Image
مقارنة بين صورة من خدمة خرائط غوغل ولقطة من الفيديو المتداول

كما تتطابق عناصر أخرى من الفيديو مع معالم من الشارع نفسه، ما يشير إلى أنّ الفيديو ملتقط فعلاً في العاصمة الكورسيكيّة. 

Image
مقارنة بين صورة من خدمة خرائط غوغل ولقطة من الفيديو المتداول

ما سبب التظاهرات؟ 

منذ الاعتداء، في الثاني من آذار/مارس 2022 داخل السجن، على الناشط المنادي بالاستقلال إيفان كولونا ودخوله في غيبوبة، تشهد الجزيرة الفرنسية تجمعات وأعمال عنف خصوصاً في مدن أجاكسيو وكالفي وباستيا. 

وتجدّدت هذه الاحتجاجات بعد وفاته في 22 آذار/مارس 2022 في سجن أرل حيث كان يقضي عقوبة بالسجن المؤبد بتهمة قتل مسؤول الإدارة المحلية كلود إرينياك عام 1998.

ويرى البعض في كولونا الذي اعتقل في 2003 بعد مطاردة استمرت خمس سنوات وعثر عليه يعيش كراعي أغنام في جبال كورسيكا، بطلا في الكفاح من أجل الاستقلال.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا