هذا الفيديو قديم ولا يُظهر إعلان السعودية وقف إطلاق النار في اليمن بعد الهجمات الحوثيّة الأخيرة

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادّعى ناشروه أنّه يظهر إعلان السعودية "إنهاء الحرب في اليمن" وذلك غداة تعرّضها لهجمات شنّها المتمرّدون الحوثيون على منشآت نفطيّة. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة قديم ومجتزأ، إذ يُظهر وزير الخارجية السعودي خلال عرض مقترحٍ لإنهاء النزاع في اليمن عام 2021، وقد رفضه الحوثيون آنذاك. 

 يظهر في الفيديو وزير الخارجيّة السعوديّة يلقي كلمة خلال ما يبدو أنّه مؤتمر صحافيّ، ويسمع وهو يتحدّث عن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، وفتح مطار صنعاء الدوليّ وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنيّة للوصول إلى حلّ سياسيّ.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 22 آذار/مارس 2022 عن موقع فيسبوك

هجمات الحوثيين على السعودية

وجاء في التعليق المرافق للفيديو "يبدو أنّ الصواريخ أتت بنتيجة… أخيراً أوقفت السعودية الحرب على اليمن". وذلك في إشارة إلى هجمات متعددة بطائرات مسيّرة شنّها المتمرّدون الحوثيون على منشآت نفطيّة تابعة لشركة أرامكو ليل العشرين من الشهر الحاليّ. 

وقد حذّرت السعودية من أنّ الهجمات تشكّل "تهديداً" لإمدادات النفط في الأسواق العالمية، في وقت تشهد أسواق الخام توترات على خلفيّة الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتقود المملكة تحالفاً عسكرياً في اليمن دعماً للحكومة المعترف بها دولياً التي تخوض نزاعاً دامياً ضدّ الحوثيين منذ منتصف 2014.

فيديو قديم 

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بالهجمات الأخيرة، وهو مجتزأ. 

فقد أرشد التفتيش على محرّك غوغل باستخدام أوّل جملة تسمع في الفيديو وهي "وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركيّة"، إلى مقالات عدّة تتحدّث عن مبادرة سعوديّة لوقف إطلاق النار في اليمن، لكن بتاريخ 22 آذار/مارس عام 2021. 

وقد عمد ناشرو الفيديو إلى اقتطاعه، ليبدو وكأنه إعلان حديث لوقف إطلاق نار.

ماذا حصل آنذاك؟

قدّمت المملكة هذا العرض آنذاك ضمن "مبادرة" تنصّ على "وقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة"، تضمّنت خطّة لإعادة فتح مطار صنعاء لعدد محدّد من الوجهات، وتخفيف الحصار على ميناء الحديدة غرب اليمن.

وكان الحوثيون المدعومون من إيران جعلوا من فتح كلّ المجالات الجوية والبحرية في اليمن، وهي تحت السيطرة السعودية، شرطاً أساسياً لأي حوار.

وقد رفض الحوثيون الاقتراح، مذكّرين "دول العدوان بوجوب إنهاء عدوانها بشكل شامل ورفع الحصار بشكل كامل".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا