هذا المقطع لا يصوّر اقتحام منزل الرئيس السوداني المخلوع
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 11 مايو 2019 الساعة 11:48
- اريخ التحديث 11 مايو 2019 الساعة 11:49
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 4 دقيقة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
-بماذا نحقق؟-
منذ الحادي عشر من نيسان/ابريل الماضي، أي يوم إعلان الجيش السوداني الإطاحة بالنظام الحاكم بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية، ينتشر على مواقع التواصل باللغة العربية مقطع مصوّر على أنه لمتظاهرين يقتحمون منزل عمر البشير.
ويظهر في المقطع عدد من الرجال والنساء يجوبون المنزل ويردّدون "هذا حقّنا" أي هذا حقّ الشعب، من دون التعرّض لمحتوياته بأي ضرر.
وشارك عشرات آلاف المستخدمين هذا المقطع، وشاهده مئات الآلاف. وأثار ردوداً متباينة، بين من شمتوا بالنظام المخلوع، ومن رأوا أن البيت بسيط جداً مقارنة مع ما كانت عليه قصور الحكام العرب، متحسّرين بالتالي لسقوط البشير.
-عناصر مثيرة للشك-
لكن المقطع يتضمّن عناصر تثير الشكّ في أن يكون هذا بيت الرئيس السوداني، منها أن المواطنين الذين يجوبون البيت محتفلين بسقوط البشير لا يأتون على ذكر اسمه، بل تتردّد على لسانهم عبارات "بيت الجاز" و"هذا حقنا" و"أموال البترول".
-من هو الجاز؟-
عوض الجاز هو سياسيّ وعضو في حزب المؤتمر الوطني الذي أمسك بمفاصل السودان ثلاثة عقود، وكان من المقربين من عمر البشير وشغل في عهده مناصب عدّة، منها وزير النفط ومساعد رئيس الجمهورية.
وقد أوقف ضمن حملة الاعتقالات التي طالت عددا كبيرا من قيادات حزب المؤتمر الوطني والمسؤولين السياسيين في الحادي عشر من نيسان/أبريل، بعدما أعلن الجيش الإطاحة بالنظام.
وتناقلت وسائل إعلام محلية وعربية أخباراً عن ثروة طائلة جمعها مغتنما وظيفته.
وعلى ضوء الاشتباه بأن يكون هذا بيت عوض الجاز، عمد فريق تقصي صحّة الأخبار باللغة العربية إلى البحث عبر محرّكات البحث عن "اقتحام بيت عوض الجاز".
وأرشد ذلك إلى عدد من المقاطع المصوّرة، منها المقطع نفسه ولكن بعنوان مختلف هو اقتحام منزل وزير البترول عوض الجاز المتهم بسرقة مليارات، وهذا المقطع الثاني الذي تظهر فيه غرفة النوم وغرفة الطعام حيث وضعت ملابس على الطاولة، وهذا المقطع الثالث الذي صوّره الشخص نفسه صاحب المقطع الثاني ولكن أمام البيت، وهذا المقطع الرابع عند مدخل البيت.
وبدأ تداول هذه المقاطع في اليوم نفسه الذي أعلن فيه الجيش إسقاط نظام البشير.
-بيت البشير أم بيت الجاز؟-
يشير أحد المواطنين الموجودين في البيت في الثانية الخامسة والثلاثين من المقطع الثاني إلى أن المبنى يقع في شارع الستين في الخرطوم.
وتظهر المقاطع المصوّرة خارج المبنى معالم أمكن البحث عنها.
فإلى جانب المبنى يظهر متجر ذو لافتة برتقالية اللون مع شارة خضراء صغيرة.
من خلال البحث على "غوغل خرائط" في شارع الستين بالخرطوم، وهو العنوان المذكور في المقطع، أمكن العثور فعلاً على الموقع نفسه.
وهذه صورة للشارع، يشير فيها السهم الأخضر إلى المسجد، والسهم البرتقالي إلى المتجر، فيما يشير السهم الأحمر إلى البيت.
وهنا المتجر المجاور للبيت
-الخلاصة-
نشر مواطنون سودانيون مقاطع توثّق لحظات دخولهم منزل المسؤول السياسي الرفيع عوض الجاز بعيد إعلان الجيش إسقاط النظام في 11 نيسان/أبريل واعتقال كبار مسؤوليه، لكن سرعان ما أعاد مستخدمون آخرون نشر أحد هذه المقاطع على أنه يصوّر بيت الرئيس المخلوع عمر البشر.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا