هذا المقطع المصوّر لا يُظهر رجلاً غربياً يعتدى على مسجد قبل أن تصدمه سيارة

  • منشور قبل أكثر من سنة
  • تاريخ النشر 26 مارس 2019 الساعة 13:35
  • اريخ التحديث 27 مارس 2019 الساعة 13:09
  • المدة اللازمة لقراءة المقال: 4 دقيقة
  • إعداد: خالد صبيح
سجّل مقطع مصوّر منشور على أنه يظهر رجلا غربيا يعتدي على مسجد قبل أن تدهسه سيّارة، عشرات آلاف المشاركات وشاهده مئات آلاف مستخدمي فيسبوك ويوتيوب باللغة العربية، لكن المقطع في الحقيقة يصوّر حادثا وقع في العام 2017 في بولندا لرجل كان يحطّم واجهة مؤسسة تجارية.

ويظهر في هذا المقطع الملتقط على ما يبدو من كاميرا مراقبة، رجل يحطّم واجهة زجاجية، ثم يعترضه أحد المارّة، لكنّ المعتدي ينهره وبعد ذلك يحاول الفرار فتصدمه سيارة تقذفه في الهواء ثم يسقط أرضا.

انتشر المقطع على مواقع التواصل باللغة العربية على أنه لرجل غربي يعتدي على مسجد ثم تدهسه سيّارة.

ونشرت صفحة "نور الإيمان" هذا المقطع قبل ثمانية أشهر وأرفقته بتعليق "نهاية كلّ ظالم"، وكُتب على الفيديو عبارات منها "هذا العنصري جاء ليحطّم مسجداً في بريطانيا..شاهدوا ماذا جرى له".

وتُسمع في المقطع تلاوة آيات من القرآن منها "ولا تحسبنّ الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 26 آذار/مارس 2019 من موقع فيسوك


وجمع المقطع أكثر من مليون و200 ألف مشاهدة و29 ألف مشاركة على هذه الصفحة وحدها.

قبل عام، نشرت المقطع صفحة أخرى هي "أنوار الثقافة"، لكنها ذكرت أنه في النروج. ونجحت في جمع آلاف المشاركات له.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 26 آذار/مارس 2019 من موقع فيسبوك

كما نشر المقطع نفسه قبل عام ونصف على صفحة مجموعة على فيسبوك، لكنه كان تلك المرة مرفقاً بتعليق مفاده أنه لرجل أميركي يعتدي على  مسجد.

وكتب ناشر المقطع "هذا الرجل أميركي عنصري، وقف يحطم نوافذ المسجد دون أي سبب..في أميركا.. ليس إﻻ للحقد على المسلمين..انظر ماذا جرى له...إن الله يمهل وﻻ يهمل".

وجمع هذا المقطع أكثر من 15 ألف مشاركة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 26 آذار/مارس 2019 من موقع فيسبوك

 

خبر مستمر بالانتشار منذ عامين ونصف العام

بدأ نشر هذا المقطع مع التعليق عليه بأنه لرجل يعتدي على مسجد في العام 2017، وما زال متداولاً حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

يعود أقدم مقطع وتعليق عثر عليه فريق تقصّي الحقائق باللغة العربية في وكالة فرانس برس إلى الثلاثين من أيلول/سبتمبر 2017.

وقد نشر هذا المقطع في التاريخ نفسه على فيسبوك. 

ويظهر على شاشة كاميرا المراقبة تاريخ 21 أيلول/سبتمبر 2017.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 26 آذار/مارس 2019 من موقع فيسبوك

 

تخريب واجهة مؤسسة تجارية في بولندا

أرشد البحث عن مقاطع مماثلة بعد تقسيم الفيديو إلى مشاهد ثابتة، إلى العثور على المقطع نفسه منشوراً على موقع يوتيوب، ولكن ناشريه ذكروا أنه لحادث وقع في بولندا.

وهذا المقطع منشور في الثاني والعشرين من أيلول/سبتمبر 2017، أي غداة الحادث (بحسب تاريخ كاميرا المراقبة)، وقبل أكثر من أسبوع على البدء بإعادة نشره على أنه لرجل يعتدي على مسجد.

بناء على هذه المعلومات، تواصل فريق تقصي الحقائق مع مكتب وارسو في وكالة فرانس برس للتثبت من أن المقطع يصوّر بالفعل حادثاً وقع في بولندا.

وأجاب مكتب الوكالة في العاصمة البولندية "هذا المقطع بولندي، وقد تناولته وسائل الإعلام آنذاك، وهو ملتقط من كاميرا مراقبة في 21 أيلول/سبتمبر 2017 في لوبلينييتس في منطقة سيليسيا جنوب البلد".

ونقلت وسائل الإعلام المحلية آنذاك أن الشاب الظاهر في المقطع عمد إلى تحطيم واجهة مؤسسة تجارية، وهو سبق أن ارتكب أفعالاً مماثلة.

وأوضح صحافيو فرانس برس في وارسو أن الحادث أدى إلى إصابة الشاب في ساقيه من غير أن تكون حياته في خطر، وأن الشرطة أوقفته بعد ذلك.

وهنا بعض ما تداولته وسائل الإعلام البولندية حول هذه الحادثة التي جرت في 21 أيلول/سبتمبر 2017.

ويمكن قراءة ترجمة تقريبية لما ورد في هذه المقالات بالضغط على (translate) في أعلى صفحة المقال.

وهذا تقرير لصحيفة "ذي صن" حول الحادث، نشرته في الثالث والعشرين من أيلول/سبتمبر 2017.

وهنا تقرير لصحيفة "ّذي ميرور" البريطانية حول الحادث نفسه، نشر في اليوم التالي

وبعد ذلك بأيام ظهر الخبر الكاذب على أن المقطع لرجل غربي، أميركي أو نروجي أو بريطاني، يعتدي على مسجد، وحصد في عام ونصف العام مئات آلاف المشاهدات وعشرات آلاف المشاركات حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا