هاتان الصورتان لا تُظهران آنا هاكوبيان وهي تقاتل ثم تداوي جرحى

انتشرت على مواقع التواصل باللغة العربية صورتان لـ آنّا هاكوبيان زوجة رئيس حكومة أرمينيا، قيل إن الأولى تُظهرها على خطوط القتال بوجه الجيش الأذربيجاني، والثانية تُظهرها وهي تداوي جنوداً مصابين في أحد المستشفيات. لكن آنّا هاكوبيان لم تقاتل ولم تداو جرحى بيديها، فالصورة الأولى التقطت في تدريب عسكريّ نسائيّ قبل أسابيع على اندلاع الاشتباكات، والثانية في زيارة تفقديّة لجنود مصابين.

تظهر في الصورة الأولى سيّدة بزيّ عسكريّ وهي تصوّب بندقيّة رشاشة، أما الصورة الثانية فتظهرها بزيّ طبيّ أبيض قرب سرير مستشفى يرقد عليه رجل مصاب.

وجاء في التعليقات المرافقة لهاتين الصورتين أنهما تُظهران آنا هاكوبيان في ساحة القتال أو في تدريبات أثناء اندلاع القتال، ثم في واجب مداواة الجرحى.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2020 من موقع فيسبوك

وكتب مستخدمون: "هذه زوجة رئيس وزراء أرمينيا، قبل أسبوع التقطت صورة لها وهي تحمل كلاشنكوف تقوم بتدريب النساء في الجيش الأرمني، واليوم انتشرت صورتها وهي تقوم بمداواة الجرحى من القوات الأرمنية".

وحظي هذا المنشور بعشرات المشاركات وآلاف التفاعلات على موقعي فيسبوك وتويتر في الأيام القليلة الماضية.

معارك وتعبئة وإصابات على طرفي خطوط القتال

يأتي انتشار هذه الصورة في ظلّ المعارك العنيفة التي تتواجه فيها أرمينيا وأذربيجان، وتعدّ هذه المعارك الأعنف منذ عقود بين البلدين المتنازعين على إقليم قره باغ.

Image

ولم تفد أذربيجان عن وقوع قتلى في صفوف العسكريين وتحدّثت فقط عن 19 قتيلاً مدنياً بالقصف الأرميني، لكن صحافياً في وكالة فرانس برس في منطقة بيلاغان في جنوب البلد شهد تشييع جنازة جنديّ قتل في الاشتباكات.

أما أرمينيا فقد سجّلت مقتل عشرات العسكريين.

ويجري ذلك في ظلّ تعبئة على طرفي خطوط القتال، واتهامات متبادلة بجلب مقاتلين من دول أخرى.

وأعلنت أرمينيا الأحكام العرفيّة والتعبئة العسكريّة العامّة.

الصورة الأولى قبل اندلاع الاشتباكات الأخيرة

لكن الصورة الأولى المتداولة منشورة قبل بدء المعارك الأخيرة.

فقد أظهر التفتيش عنها على محرّكات البحث أنها منشورة في الثاني من أيلول/سبتمبر الماضي على مواقع أرمينية عدّة (2,1) أي قبل أسابيع من بدء جولة النزاع الجديدة هذه.

ونُشرت هذه الصورة في تقارير صحافية عن تدريبات عسكريّة لنساء جرت بين 25 و31 آب/أغسطس الماضي برعاية آنا هاكوبيان، ولا علاقة لها بالتالي بالمعارك الدائرة منذ يوم الأحد بين البلدين. 

Image

الصورة الثانية لزيارة إلى مستشفى

أما الصورة الثانية، التي قيل إنها تُظهر آنا هاكوبيان وهي تداوي جرحى في المستشفى، فهي تُظهر في الحقيقة جولة أجرتها على جرحى المعارك، بحسب وسائل إعلام أرمينيّة، ولم تكن تداوي الجرحى كما جاء في المنشورات المضلّلة.

Image
 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا