هل تنطوي كلمة "ناماستي" المستخدمة في اليوغا على ما يتعارض مع الأديان الإبراهيميّة؟
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 28 مايو 2021 الساعة 17:25
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
جاء في هذه المنشورات المتداولة على موقع فيسبوك باللغة العربية أن كلمة "ناماستي"، التي يحيّي ممارسو اليوغا بعضهم بعضاً بها، تعني "الإله الذي بداخلي يحيّي الإله الذي بداخلك".
وأضافت منشورات "هذا نابع من الاعتقاد بوحدة الوجود"، أي أن الوجود كلّه متّحد مع ذات الله، وهو ما ترفضه الغالبية العظمى من رجال الدين، سواء في الإسلام أو في المسيحية أو في اليهودية.
وحصد هذا المنشور آلاف المشاركات من صفحات وحسابات عدّة على موقع فيسبوك.
يأتي انتشار هذا الخبر في سياق حملات تشنّها صفحات إسلاميّة ومسيحيّة على مواقع التواصل تستهدف رياضة اليوغا وتصوّرها بأنها خروج عن التوحيد أو اعتناق لأحد أديان الهند الكبرى.
ومنذ سنوات، يشنّ رجال دين مسلمون ومسيحيون في العالم العربي حملات على اليوغا، ويصفونها بالتجديف. وقد انضمّ إلى هذه الحملة نشطاء وفنانون وأصحاب حسابات مؤثّرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
إلى من يهمه الامر
— CAROLE SAMAHA (@CAROLE_SAMAHA) September 7, 2017
:Very important pic.twitter.com/FOGj75tau9
"لا مشكلة"
في المقابل، لا يرى رجال دين مسلمون حرجاً في ممارسة اليوغا ما دامت "غير مرتبطة في ذهن من يمارسها بأيديولوجيا فاسدة أو فلسفة مخالفة للشرائع"، بحسب ما جاء في هذا الفيديو الذي بثّته دار الإفتاء المصريّة في أواخر العام 2020.
وفي العام 1989، قال الفاتيكان في رسالة إلى أساقفة الكنيسة الكاثوليكيّة إنه لا "مشكلة في أنماط التأمّل الشرقية التي يلجأ إليها البعض بحثاً عن الهدوء الداخلي" ما دامت لا تتعارض مع الإيمان المسيحيّ، وذكرت الرسالة اليوغا كمثال على هذه الأنماط.
فهل تنطوي كلمة "ناماستي" على ما يخالف أديان التوحيد؟
بحسب المنشور، فإن كلمة "ناماستي" تعني "الإله الذي بداخلي يحيّي الإله الذي بداخلك"، فهل هذا صحيح؟
تتألّف كلمة ناماستي في أصل اللغة السنسكريتيّة القديمة من ناماه، أي "الانحناء"، و"تي"، أي "لك"، وبذلك يكون معناها الحرفيّ "أنحني لك".
ومع مرور الزمن أصبحت هذه الكلمة هي العبارة المستخدمة لإلقاء التحيّة بين عموم الهنود.
أما المعاني المضافة على هذه الكلمة في مدارس اليوغا، فهي تختلف بحسب اختلاف المدرسة.
فبعض المدارس تستخدمها لمجرّد أنها تعني التحيّة، ولمجرّد أنها بلغة الهند، حيث ظهرت رياضة اليوغا ورياضات روحيّة كثيرة جعلت من جنوب شرق آسيا مقصداً لكثير من الباحثين عن الحكمة أو الهدوء النفسي.
وبعض المدارس تذهب بالفعل للمعنى المتداول في المنشورات، أي "الإله الذي بداخلي يحيّي الإله الذي بداخلك"، لكن هذا المعنى "ليس مقصوداً على حقيقته بل على سبيل المجاز"، بحسب ما قالت سيّدة منتسبة منذ سنوات لمدرسة لليوغا في بيروت.
وأوضحت هذه السيدة الثلاثينية التي تعمل في المجال الإنساني لوكالة فرانس برس "تُعطى تحيّة ناماستي في مدرستنا بُعداً مجازياً، معناه أن الخير أو الحقّ الذي في داخلي يحيّي الخير أو الحقّ الذي في داخلك، وليس المقصود أن إلهاً يسكن في كلّ منّا".
لكن منتسبين لمدارس أخرى لا يوافقون على هذا الاستخدام حتى على سبيل المجاز.
وقالت مدرّبة يوغا عربيّة مقيمة بين بيروت ولندن لوكالة فرانس برس "نحن لا نستخدم كلمة ناماستي بهذا المعنى، بل بمعنى أن المقدّس الذي في داخلي يحيّي المقدّس الذي في داخلك، ولا نقصد بهذا الله، بل الروح، أي روحي تحيّي روحك، ولا شيء آخر، المقدّس هنا هو الروح التي أودعها الله في جسم الإنسان، وليس الله نفسه".
وفي تعليق على المعاني الرمزيّة المتعدّدة والمختلفة التي تُعطى لكلمة "ناماستي" قال صحافيو مكتب وكالة فرانس برس في نيودلهي إن هذه التحية قد تكتسب معاني رمزيّة مختلفة، باختلاف مدارس اليوغا وفلسفاتها، لكن الكلمة في أصل الاستخدام ليست سوى المعادل الهندي لكلمة Hello باللغة الإنكليزية، وهي الكلمة المستخدمة بين الهنود لإلقاء التحيّة.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا