المادة الظاهرة في هذا الفيديو تستخدم في تنظيف الأرضيات ويستحيل الالتباس بينها وبين الحليب

يصوّر الفيديو مزج سائلين فيتحوّل الأول، ولونه بنيّ، إلى أبيض ناصع بفعل تأثير السائل الثاني الذي يبدو ماءً.

وكُتب في التعليق المرافق "مادة كيميائية تستورد أو تهرّب من الصين، وعند خلطها بالماء تتحول إلى حليب ولها نكهة الحليب وتباع".

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 15 آذار/مارس 2021 عن موقع فيسبوك

بدأ انتشار الفيديو بهذه الصيغة في العام 2018 وحصد منذ ذلك الحين عشرات آلاف المشاركات والتعليقات، وشاركه من هذه الصفحة وحدها أكثر من 150 ألف مستخدم.

الصين وقضية الحليب المغشوش

قد يصدّق البعض هذا المنشور نظراً لسلسلة الفضائح المتتالية التي شهدها قطاع صناعة الأغذية في الصين من قبيل لحوم الكلاب المسممة التي بيعت للمطاعم والدجاج المغمس ببيروكسيد الهيدروجين وجيف الخنازير التي كانت تعوم في أحد الأنهر وإعادة استخدام الزيوت الملوثة، بالإضافة إلى الاستخدام المفرط لمبيدات الحشرات.

وفي العام 2008 طالت هذه الفضائح أيضاً مسحوق حليب الأطفال، الذي تبيّن أنه مزغول بمادة الميلانين الكيميائية المستخدمة في صنع المواد البلاستيكية والغراء والصمغ المركب، ليظهر وكأنه يحتوي على نسبة أعلى من البروتينات. وقد تسبب هذا الحليب بوفاة عدد من الأطفال وإصابة الآلاف غيرهم.

عناصر مثيرة للشك

لكنّ هذا الفيديو لا علاقة له بكلّ ذلك.

عند النظر إلى المقطع، يمكن ملاحظة كتابات على البرميل الذي تنفّذ عليه عملية المزج.

أرشد البحث عن هذه الكتابات، وهي "GIDC INDUSTRIAL" و"Bharuch"، إلى صفحة شركة صناعية في الهند تعنى بمجالات عدّة منها إنتاج سوائل كيميائية للتنظيف.

ومن بين هذه المواد الكيميائية التي تصنعها الشركة في منطقة باروش تحديداً، مادّة من عائلة الفينيل، هي التي تظهر في الفيديو المضلّل، تُستخدم في تنظيف الأسطح وتعقيمها وتحتوي على مواد دهنيّة نافرة للماء تتكتّل على بعضها البعض ما إن تُمزج بالمياه فتستحيل بيضاء اللون.

ويمكن بمجرّد تصفّح مقاطع فيديو عن كيفيّة صناعة الفينيل المنظّف للأسطح مراقبة كيف تتم هذه العملية.

وهذه المادة لا يمكن أن تشكّل بديلاً للحليب كما يستحيل الخلط بينها وبين الحليب نظراً لرائحتها وطعمها الكريهين.