متظاهرون لبنانيّون يحروق أخشاباً خلال احتجاجات في العاصمة بيروت ليل 17 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2019 (AFP / Anwar Amro)

هذه الصورة وزّعتها وكالة فرانس برس لتظاهرات لبنان عام 2019 ولا تظهر توتراً راهناً مع لاجئين سوريين

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة يدّعي ناشروها أنّها تظهر إحراق منازل سوريين في بشرّي شمال لبنان، بعد إقدام عامل سوريّ الجنسيّة على قتل شابٍ من البلدة. لكنّ الصورة لا علاقة لها بالتوترات التي شهدتها المنطقة بعد الجريمة، بل تعود لتظاهرات احتجاجيّة في بيروت، وقد وزّعتها وكالة فرانس برس سنة 2019.

يظهر في الصورة شابٌ يلقي قطعة خشبيّة فوق ألسنة نار، وقد جاء في النصّ المرافق لها "إحراق منازل يقطنها سوريون بعد طردهم منها في بشرّي" وتحدثت منشورات أخرى عن سقوط ثلاثة قتلى من السوريين.  

 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عن موقع فيسبوك

 

ماذا حصل في بشري؟

بدأ انتشار الصورة في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، تزامناً مع توترات شهدتها بشرّي، شمال لبنان، إثر مقتل ابن البلدة جوزف طوق برصاص عاملٍ من الجنسيّة السوريّة.

وإثر الجريمة شهدت المنطقة حالة من التوتر ودعوات لطرد اللاجئين السوريين، وقد أقدم عدد من أصدقاء طوق على "إحراق دراّجة ناريّة تعود للمشتبه به من دون الاعتداء على ممتلكات السوريين" كما صرّح رئيس بلديّة بشريّ لوسائل إعلام محليّة. 

ولم تنشر أيّ وسيلة إعلاميّة محليّة خبراً عن قتل ثلاثة شبّان سوريين في البلدة.

ويقدّر لبنان وجود 1,5 مليون لاجئ سوري على أراضيه، نحو مليون منهم مسجلون لدى مفوضية شؤون اللاجئين. ويعيش هؤلاء في ظروف إنسانية صعبة، فاقمتها الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان منذ أكثر من عام، ثم تفشّي فيروس كورونا المستجد وأخيراً انفجار المرفأ المروّع.

صورة من تظاهرات بيروت

لكنّ الصورة المتداولة لا علاقة لها بتداعيات الجريمة التي شهدتها بلدة بشرّي.

فقد التقطها مصوّر لوكالة فرانس برس في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، خلال احتجاجات شهدها وسط بيروت بعد إقرار مجلس الوزراء سلسلة من الضرائب.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عن AFPforum

 وامتدّت هذه التظاهرات غير المسبوقة في لبنان لأشهرٍ في مختلف المناطق اللبنانيّة، حمّل خلالها اللبنانيون المسؤولين السياسيين الذين يحكمون البلاد منذ عقود مسؤولية التدهور الاقتصادي والمعيشي بسبب تفشي الفساد والصفقات والإهمال واستغلال النفوذ.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا