هذه الصورة لا تظهر طبيباً مصرياً بل ممرضاً عراقياً يحمل قارورة أكسجين 

يتداول مستخدمون لموقع فيسبوك صورة يدّعي ناشروها أنّها تظهر طبيباً مصرياً يحمل قارورة أكسجين لإسعاف مرضى مصابين بفيروس كورونا المستجدّ قبل أن يُتوفّى مصاباً بالمرض، لكنّ الصورة في الحقيقة تظهر ممرضاً عراقياً ما زال حيّاً يرزق.

يبدو في المنشور صورة لرجلٍ بملابس طبيّة يحمل قارورة أكسجين كبيرة صاعداً بها السلالم، إلى جانب صورة للطبيب المصريّ محمد حشاد الذي توفي إثر إصابته بكوفيد-19، على أنّ الصورتين تعودان للشخص نفسه. 

وقد جاء في النصّ المرافق باللهجة المصريّة "هذا البطل كان ينقل أسطوانات الأكسجين بيديه في غياب المصعد والعمّال لينقذ المريض..هذا البطل أصيب بالعدوى وتوفي اليوم...إنّه الطبيب الشهيد محمد حشاد". 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 29 حزيران/يونيو عن موقع فيسبوك

حظيت الصورة بآلاف المشاركات في موقع فيسبوك (3,2,1) ونشرتها وسائل إعلام مصريّة على أنّها للطبيب محمد حشاد (2,1). 

من هو محمد حشاد؟

بدأ انتشار الصورة في 16 حزيران/يونيو، بعد نعي النقابة العامّة للأطباء أخصائي الأطفال الدكتور محمد حشاد (35 عاماً) الذي توفي إثر إصابته بفيروس كورونا المستجدّ. وقد نقلت وسائل إعلام مصريّة عن المقرّبين من حشاد أنّه كان متفانياً في عمله و"يقوم بتصليح الأعطال وحمل قوارير الأكسيجين" كيلا يتوقّف العمل في المستشفى.

وشهدت مصر وفاة قرابة 70 من العاملين في قطاع الرعاية الصحية واكتشف أكثر من 400 إصابة بينهم، حسب أرقام نقابة الأطباء.

وسجلت مصر، أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان، أكثر من 65 ألف إصابة بالفيروس وأكثر من 2700 حالة وفاة. ومنذ نهاية أيار/مايو، تعلن السلطات أكثر من ألف إصابة جديدة يومياً.

صورة لممرّض عراقي

لكنّ الصورة المتداولة لا تعود للطبيب المصريّ المتوفّى ولا هي ملتقطة في مصر، بل في العراق. 

فقد أرشد البحث عنها إلى الصورة نفسها منشورة على صفحة غازي الزيادي الذي يعرّف عن نفسه أنّه "منسق ذوي المهن الصحية والتمريضية في محافظة المثنى" في العراق، قبل يومٍ من انتشارها على أنّها لطبيب مصريّ.

نشر الزيادي الصورة إلى جانب صورتين لعاملين في القطاع الصحيّ يبدوان منهكين، وجاء في النصّ المرافق "من حقي أن أفتخر بزملائي، الممرض الفني وسام الغزي أحد الابطال الذين جسدوا أروع المواقف في ردهة العزل…يوم أمس عندما اختنق المريض قام بحمل قناني الأكسجين من الطابق الأرضي إلى الطابق الثاني دون الاستنجاد بأحد…".

وقال الممرض وسام الغزي في اتصال مع مكتب وكالة فرانس برس في بغداد إنه هو صاحب الصورة.

وأوضح الغزّي أنه محجور حالياً في منزله بسبب إصابته بالفيروس.

 
 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا