هذه الصورة تظهر عراقياً يقبّل رفات ابنه ولا علاقة لها بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 27 مايو 2020 الساعة 10:22
- اريخ التحديث 27 مايو 2020 الساعة 11:56
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 2 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
يظهر في الصورة رجلٌ مسنّ يعتمر عقالاً وكوفيّة وهو ينحني ليقبّل جمجة موضوعة إلى جانب عظامٍ على قماشة بيضاء. وقد جاء في النصّ المرافق لها "صورة بألف كلمة... في مشهد مؤلم ومؤثر ومعبّر يقوم والد الفلسطيني حافظ أبو زنط بتقبيل رأس ابنه الذي كان يتوقع عودته ورؤيته بعد إفراج العدو الصهيوني عن جثته بعد احتجازها لمدة 35 عاماً".
حظي المنشور بمئات المشاركات من موقع فيسبوك (2،1)، وقد بدأت الصورة بالانتشار في هذا السياق منذ العام 2011، بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس.
من هو حافظ أبو زنط؟
في تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2011، قرّرت محكمة اسرائيليّة الإفراج عن جثّة حافظ أبو زنط بعد احتجازها لمدّة 35 عاماً. وقد قتل أبو زنط وهو عضو في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين خلال اشتباك مسلّح مع الجيش الإسرائيلي.
وعلّقت الجبهة على القرار في بيان جاء فيه أنّ أبو زنط من مدينة نابلس كان "شارك في عملية لينا النابلسي البطولية وتبنتها الجبهة الديموقراطية في الثامن عشر من أيار/مايو من العام 1976". وقد نشرت وسائل إعلاميّة عدّة تقارير عن عمليّة الإفراج (3,2,1).
وحسب تقديرات فلسطينية، فان إسرائيل تحتجز في مقبرة خاصة يطلق عليها "مقبرة الأرقام" نحو 338 جثة لفلسطينيين قتلوا خلال مواجهات مسلحة مع الجيش الإسرائيلي خلال سنوات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الطويلة، ويطالب الفلسطينيون باستردادها.
وقد نشر حساب باسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على يوتيوب مقطع فيديو يظهر تسلّم الرفات.
صورة من العراق
لكنّ هذه الصورة لا علاقة بكلّ ذلك، بل هي ملتقطة في العراق عام 2003.
فقد أرشد البحث عنها عبر محرّك غوغل إلى الصورة نفسها منشورة عام 2003 في موقع صحيفة Montana Standard الأميركيّة نقلاً عن وكالة "أسوشييتد برس".
وقد أرشد التفتيش في موقع الوكالة إلى الصورة الأصلية التي التقطت عام 2003 في العراق وتظهر عرير علي وهو يقبّل جمجمة ابنه رحيم بعد استخراج رفاته من مقبرة جماعيّة للمفقودين خلال حكم صدّام حسين.
وتشير تقديرات حكومية إلى أن أعداد المفقودين بين العامين 1980 و1990، جراء القمع الذي كان يمارسه نظام صدام حسين، بلغت نحو 1,3 مليون شخص. فمنهم من أعدم، ومنهم من فارق الحياة في السجون، والآخر غيّب في ليالٍ حالكة.
وقد سبق أن نشرت صفحة "التقنية من أجل السلام" على فيسبوك توضيحاً حول هذه الصورة، لكن ذلك لم يحل دون استمرار انتشارها في هذا السياق المضلّل.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا