الرئيس التونسي قيس سعيد في الدوحة في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 (AFP / Karim Jaafar)

هل قال قيس سعيّد إن اليهود يسرقون تونس؟

حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل 

ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي ولاسيما في تونس منشورات مرفقة بفيديو تدّعي أن الرئيس التونسي قيس سعيّد اتّهم اليهود بسرقة بلاده، لكن هذا الادعاء الذي أثار جدلاً واسعًا وصلت تردّداته إلى الصحافة الإسرائيلية، غير صحيح، والرئيس التونسي لم يقل ذلك.

يظهر في الفيديو قيس سعيّد في شارع بين جموع من التونسيين، وهو يخاطبهم على إثر الاحتجاجات والاضطرابات التي شهدتها تونس في الأيام الماضية، معرباً عن تفهّمه لمعاناة المحتجّين، وداعياً إلى الحفاظ على الممتلكات العامّة والخاصّة.

وجاء في التعليقات المرفقة بالفيديو أن قيس سعيّد اتّهم في حديثه اليهود بسرقة تونس أو بالوقوف وراء الاضطرابات.

وحظي هذا المنشور والفيديو بآلاف المشاركات والمشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك وتويتر ويوتيوب.

صورة ملتقطة من الشاشة في 21 كانون الثاني/يناير 2021 من موقع فيسبوك

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهر هذا الخبر على مواقع تونسيّة في التاسع عشر من الشهر الحالي، ثم حُذف منها بعدما صار متداولاً على صفحات مواقع التواصل. 

أما منصّة "فالصو" التونسيّة، فقد أشارت إلى أن الخبر ظهر أولاً على حساب يحمل اسم صحافية تونسيّة على موقع تويتر. لكن الضغط على الرابط يُظهر أن المنشور حُذف أيضاً.

جدل وصلت تردّداته إلى إسرائيل

أثار هذا الخبر جدلاً كبيراً على مواقع التواصل وفي مؤسسات إعلامية تونسية، واعتبر البعض أن ما قاله قيس سعيّد وصف عنصريّ بحق اليهود، وأنه يعرّض اليهود التونسيين للخطر في مجتمعهم.

وتلقى مكتب وكالة فرانس برس في تونس بياناً من مؤتمر حاخامات أوروبا أعرب فيه عن القلق على سلامة اليهود التونسيين، وطالب قيس سعيّد بالتراجع عن كلامه.

وتداول الخبر أيضاً صحافيون ونشطاء إسرائيليون، ومنهم من طالب الرئيس التونسي بالاعتذار، وكذلك تداولت الخبر صحف إسرائيلية عدّة، منها صحف تحدّثت عن اعتذار قدّمه سعيّد بعد ذلك، ومنها صحف أشارت إلى نفي الرئيس التونسي ما نسب إليه من كلام عن اليهود.

لكن ماذا قال قيس سعيّد؟

يمكن الاطلاع على مقطع أطول لكلام قيس سعيّد نشرته صفحات الرئاسة التونسية على مواقع التواصل الاجتماعي، غداة زيارته إلى حيّ الرفاهة الاثنين.

وبعد الاستماع إلى المقطع، يُرجّح أن تكون العبارة التي قالها قيس سعيّد "اللي هو قاعدين يسرقوا"، أي "أولئك الذين يسرقون"، وليس "اليهود قاعدين يسرقوا".

ويعزّز ذلك السياق الذي قيلت فيه العبارة، فبعد أن أعرب قيس سعيّد عن تفهّمه لمطالب المحتجين، دعا إلى الحفاظ على الممتلكات والمؤسسات، وذلك بعدما وُجّهت اتهامات للمحتجيّن بإلحاق أضرار بعدد من المنشآت على غرار البريد والمصارف.

وفي هذا السياق، ميّز الرئيس التونسي بين "شبان حموا المؤسسات"، وبين "اللي قاعدين يسرقوا المؤسسات"، وليس هناك ما يدعو للظنّ بأنه جاء على ذكر اليهود هنا.

ردّ الرئاسة التونسية

إزاء ذلك، نفت الرئاسة التونسية ما جاء في المنشورات المتداولة، وقالت في بيان: "اليهود التونسيون مواطنون يحظون برعاية الدولة التونسيّة وبحمايتها كسائر المواطنين".

وصحيح أن قيس سعيدّ معروف بمواقف داعمة بقوّة للقضيّة الفلسطينية، لكنه كان دائماً يدعو للتمييز بين إسرائيل واليهود، ويتحدّث عن روابط ودّ جمعته وعائلته بيهود تونسيين.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا

المقالة التالية المقال السابق