كلا، السلطات المصرية لم تصدر عام 1975 "جواز سفر" لرمسيس الثاني لنقله إلى فرنسا
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 19 أكتوبر 2020 الساعة 11:00
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 4 دقيقة
- إعداد: أف ب بلجيكا
- ترجمة خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
يضمّ المنشور صورة جواز سفر بيومتري وضعت عليه صورة مومياء رمسيس الثاني بالإضافة إلى معلومات عنه مثل الاسم والجنسية وتاريخ الولادة ورقم الجواز. وكتب في النص المرافق للصورة أن هذا الجواز أصدرته الحكومة المصرية تسهيلاً لسفر المومياء إلى فرنسا لمعالجة وجود طفيليات عليها.
يغزو هذا المنشور موقعي فيسبوك وتويتر وتطبيق إنستغرام منذ العام 2018 وقد تداوله مستخدمون باللغة الفرنسية في سويسرا وبلجيكا وفرنسا كما حصد آلاف المشاركات باللغة الإنكليزية.
وتؤكد جميع المنشورات أن جواز السفر هذا صدر بناء على "قانون فرنسي أو مصري" باختلاف المنشورات، لا يجيز دخول أي شخص "حياً كان أو ميتا" الأراضي الفرنسية من دون حيازته جواز سفر صالحاً.
رسم تصميميّ منشور عام 2018
يبدو جواز سفر الفرعون، الذي حكم مصر منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، بيومتريًا، أي يتضمّن صورةً وبصمات رقمية تتيح التعرّف آليًا على الأشخاص بواسطة أجهزة مراقبة حديثة العهد.
إلا أن إصدارات الجوازات البيومترية في مصر بدأت عام 2008 وبالتالي لا يمكن أن يكون جواز سفر رمسيس الثاني صدر عام 1974.
يُلاحظ في صورة المنشور عبارة HERITAGEDAILY.COM تحت الرمز الشريطي.
إثر ذلك، أرشد التفتيش بواسطة محركات البحث على الإنترنت باستخدام كلمات مفتاحية إلى الصورة منشورة إلى جانب مقال باللغة الإنكليزية على موقع "هيريتاج دايلي" المذكور أعلاه، وهو عبارة عن مدوّنة تعنى بالاستكشافات والأبحاث التاريخية وعلم الآثار وعلم الأنسنة.
وكتب بشكل واضح في التعليق تحت الصورة أن صورة جواز السفر هي مجرّد رسم صُمّم ليرافق المقال فقط.
وقال مؤسس الموقع ماركوس ميليجان في حديث مع وكالة فرانس برس في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2020 إنّ هذه الصورة صمّمت عام 2018 قبل أن يعاد نشرها من جديد في 2020.
وبالفعل، بدأ انتشار صورة الجواز في سياق مضلل في ذلك الشهر بالتحديد.
جوازات السفر في السبعينات كانت مختلفة
يمكن من خلال أبحاث مبسطة على الإنترنت ملاحظة أن جوازات السفر المستخدمة في سبعينات القرن الماضي لا تتماشى مع نموذج الجواز في المنشورات المضللة. ففي تلك الحقبة كانت تدوّن المعلومات بخط اليد كما هو مبيّن في جواز سفر الرئيس أنور السادات (هنا) وهو الذي أعطى الضوء الأخضر آنذاك لنقل مومياء رمسيس الثاني إلى فرنسا.
ويمكن رؤية النموذج عينه في صورة لـ جواز سفر أم كلثوم وقد التقطها زائر في متحفها في القاهرة.
ما من أدلة على حيازة رمسيس الثاني جواز سفر
في 24 أيلول/سبتمبر 1976 نقلت مومياء رمسيس الثاني من مصر إلى فرنسا بعد أن أصابها نوع من الفطريات.
واستقبلت في مطار بورجيه بحفاوة.
وكان الرئيس الفرنسي آنذاك فاليري جيسكار ديستان أقنع نظيره المصري أنور السادات بنقل المومياء واعدًا بأن يحظى الفرعون بمعاملة الملوك، بحسب ما جاء في وثائقي نشر عام 2010 بعنوان "رمسيس الثاني".
من جهة أخرى، قالت المسؤولة عن دراسات المتابعة والاستعراضات للآثار المصرية في متحف اللوفر إليزابيث دافيد لوكالة فرانس برس في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2020 إن الحديث عن جواز سفر لرمسيس الثاني لا يرتكز على أي دليل.
وبحسب دافيد فإن الالتباس قد يكون ناجماً عن تقرير نشره المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي عام 1985 استخدمت فيه عالمة الآثار كريستيان دوروش نوبلوكور عبارة "جواز سفر" ، وهي كلمة وضعتها بين مزدوجين للحديث عن إخراج مومياء رمسيس الثاني من مصر.
القانون الفرنسي لا يجبر مومياء على حيازة جواز سفر
أما عن حيازة مومياء جواز سفر فقال البروفيسور في الحقوق ماتيو توزيل ديفينا في حديث لوكالة فرانس برس في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2020 إن القانون الفرنسي لا يفرض حيازة الأموات على جواز سفر، كما أن نقل المومياء يدخل "ضمن نقل الموجودات" وليس الأشخاص.
وبالتالي فإن استخدام كلمة "جواز سفر" غير صحيح. ولكن في بعض الأحيان يتطلب نقل بعض الآثار إذنًا لتدخل بلداناً أخرى.
يبقى أن مومياء الملك رمسيس الثاني موجودة اليوم في القاهرة ولم تخرج منها منذ عودتها من فرنسا.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا