هذه الصورة لا تظهر التفاعلات الكيميائية لعلاقة الأم بطفلها 

يتداول مستخدمون لموقع فيسبوك ما يدّعون أنّه أوّل صورة رنين مغناطيسي تظهر التفاعلات الكيميائيّة لعلاقة الأمّ بطفلها. لكنّ النقاط المضيئة في الصورة لا علاقة لها بالرابط بين الأمّ والطفل وهي مستقاة من دراسة مقارنة لاستجابة الأطفال والبالغين للمواد البصريّة.

تظهر في المنشور صورة رنين مغناطيسيّ (RMI) بالأسود والأبيض لما يبدو انّه شخصٌ يقبّل طفلاً. وتبدو مناطق من دماغيهما مضاءة بتدرّجات من اللون الأحمر والأصفر. 

وقد جاء في النصّ المرافق لها "...أول صورة رنين مغناطيسي توضح ال mother child bond.. أو العلاقه بين الأم وطفلها.. الصورة لعالمة الأعصاب الأميركية ريبيكا واتسون وهي تقبّل طفلها في شهره الثاني… فقبلتها أحدثت تفاعلات كيميائية فى مخّ الطفل الذي أفرز كميّة من هرمون الأوكسيتوسين وهو هرمون الحب والعاطفة والتعلّق بالشخص الآخر…".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 1 حزيران/يونيو 2020 عن موقع فيسبوك

وختم المنشور "كانت مراكز النشاط فى مخّ الأم نفس مراكز النشاط فى مخ الطفل..لتكوين أقوى رابط على وجه الأرض وهو mother child bond". 

حظيت الصورة بأكثر من 1800 مشاركة من هذه الصفحة في فيسبوك، إضافة إلى مئات المشاركات من صفحات أخرى. وقد بدأ انتشارها، بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، في أيلول/سبتمبر 2019 حاصدة أكثر من خمسة آلاف مشاركة من هذه الصفحة فقط. 

صورة رنين مغناطيسي؟

أرشد البحث عبر محرّك غوغل إلى الصورة نفسها منشورة في شهر كانون الأول/ديسمبر 2015 في مجلّة "سميثوسيان" (Smithosian) الأميركيّة من دون النقاط المضيئة، ضمن مقالٍ كتبته عالمة الأعصاب الأميركيّة في MIT ريبيكا ساكس بعنوان "لماذا التقطتُ صورة الرنين المغناطيسيّ هذه لأمّ وطفلها؟".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 1 حزيران/يونيو 2020 عن موقع smithsonianmag

تقول ساكس إنّ هذا النوع من الصور عادة ما يستخدم لتشخيص الأمراض أو الأبحاث العلميّة، لكنّها هذه المرّة أرادت فقط التقاط الصورة لأنّها ستكون "أوّل صورة بالرنين المغناطيسي لأمّ وطفلها" وستحمل رمزيّة كبيرة. موضحة أنّها هي من يظهر في الصورة إلى جانب ابنها. 

ما مصدر النقاط المضيئة؟ 

يتضّح أنّ الصورة الأصليّة لا تحمل أي علامات مضيئة، فما مصدرها؟

أرشد البحث في غوغل باستخدام كلمات مفتاح مثل RMI وRebecca Saxe، إلى تغريدة نشرتها العالمة الأميركيّة في حسابها على موقع تويتر في أيلول/سبتمبر 2019، توضح فيها الجدل الذي أحاط بالصورة.

وأوضحت أنّها استخدمت بيانات من دراسة، كانت تعمل عليها، أظهرت تشابهاً كبيراً بين استجابة أدمغة الأطفال والبالغين لمواد بصريّة تحمل معانٍ مثل المناظر الطبيعيّة والوجوه وأضافت هذه البيانات على شكل نقاط إلى الصورة الأصليّة.

وأكّدت أنّ هذه النقاط المضيئة لا علاقة لها بالأوكسيتوسين أو الهورمونات أو القبلة أو حتّى علاقة الأمّ بطفلها.

كما نشرت فيديو يوضح كيفيّة التقاط الصورة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا