هذا الفيديو لا يظهر شاحنات إيرانيّة وهي تفرغ مياهاً مبتذلة على الحدود العراقية

يتداول مستخدمون لموقع فيسبوك فيديو يدّعي ناشروه أنّه يظهر شاحناتٍ إيرانيّة وهي تفرّغ مياه مبتذلة على الحدود العراقيّة. لكنّ الفيديو في الحقيقة ملتقط داخل إيران ويعود لاحتجاج أحد المقاولين على تخلّف بلديّة عن دفع مستحقّاته.

بماذا نحقّق؟

تظهر في المقطع مياه الصرف الصحّي وهي تتدفّق من شاحنة مركونة أمام بوّابة حديديّة مغلقة لتصبّ في باحة أحد المباني.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 12 أيلول/ سبتمبر 2019 عن موقع فيسبوك

وجاء في التعليق المرافق "سيارات مياه المجاري الإيرانية تسكب قاذوراتها في مباني الحدود العراقية" وقد نال الفيديو أكثر من ألف و600 مشاركة عبر هذه الصفحة فقط إضافة إلى آلاف المشاركات عبر صفحات أخرى.

وبحسب ما وقع عليه فريق فرانس برس، بدأ انتشار هذا المقطع في هذا السياق في السابع من أيلول/سبتمبر 2019.

عناصر مثيرة للشكّ

لا تشبه البوّابة الظاهرة في المقطع البوابات أو المعابر الحدوديّة، بل هي أقرب إلى بوابات الأبنية أو المجمّعات. كما أنّ المقطع لا يظهر أي عناصر أمنيّة ما يثير الشكّ في أنّ يكون مصوّراً في نقطة حدوديّة.

ما حقيقة الفيديو؟

بعد تقطيع الفيديو إلى صور ثابتة عبر موقع InVid أرشد البحث عنها عبر محرّك غوغل إلى الفيديو نفسه منشوراً على عدد من المواقع الإلكترونيّة في تواريخ سابقة عن تاريخ بدء تداوله على أنه على الحدود مع العراق.

ففي الرابع من أيلول/سبتمبر 2019، نشرت المقطع قناة "الحرّة" مرفقاً بهذا الخبر عن احتجاج عمّال بلديّة كوت عبدالله في محافظة خوزستان الإيرانيّة وإطلاقهم خراطيم مياه المجاري في محيط مبنى البلدية انتقاماً من الإدارة بسبب التأخّر في دفع مستحقاتهم المالية.

وقد أرشد البحث عبر كلمات مفتاحية باللغة الفارسيّة إلى خبرٍ نشرته وكالة "إرنا" الإيرانية بتاريخ الأول من شهر أيلول/سبتمبر عام 2019، عن حركة إحتجاجيّة أمام بلديّة كوت عبدالله بخوزستان، أي قبل ستّة أيام على بدء انتشار هذا المقطع في سياق مضلّل.

وأوضحت الوكالة شبه الرسميّة أنّ مقاولاً فرّغ مياه صرفٍ صحّي أمام البلديّة احتجاجاً على تأخّرها في دفع مستحقّاته.  

وأفاد عمدة المدينة لـ"إرنا" أنّه تمّت مقاضاة المقاول مشيراً إلى أنّ البلديّة تعاني من مشاكل ماليّة وتملك إمكانات محدودة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا