هذه الصورة لا تُظهر إلقاء أموال في شوارع العراق احتجاجاً على الأزمة الاقتصاديّة بل هي ملتقطة في فنزويلا

في ظلّ الأزمة الاقتصاديّة الحادّة التي تضرب العراق، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي في الأسابيع الماضية صورة قيل إنها تُظهر أموالاً ألقاها عراقيون في الشوارع احتجاجاً على ارتفاع سعر الدولار. لكن هذا الادعاء غير صحيح، والصورة تُظهر في الحقيقة شارعاً في فنزويلا بعد عمليّة سطو على مصرف فيه قبل عامين.

يظهر في الصورة شارع فيه حفنة من المارّة، وأموال نقديّة مبعثرة على الأرض.

وجاء في التعليقات المرافقة: "العراقيون يقومون بإلقاء الدولارات في الشارع احتجاجاً على ارتفاعه".

وتداول هذا المنشور مئات مستخدمي مواقع التواصل من تويتر وفيسبوك وإنستغرام.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 كانون الثاني/يناير 2021 من موقع فيسبوك

ارتفاع قيمة الدولار 

بحسب ما وقع عليه صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهرت الصورة في هذا السياق في الأسبوع الأخير من كانون الأول/ديسمبر 2020.

وبحسب صحافيي مكتب وكالة فرانس برس في بغداد، فإن انتشار هذا الادّعاء أتى بعد أيام على تظاهرات نُظّمت في مدن عراقيّة عدّة في الحادي والعشرين من الشهر نفسه، احتجاجاً على قرار المصرف المركزيّ خفض قيمة الدينار العراقي بنحو 25 % مقابل الدولار الأميركي، ليصبح سعر الصرف الجديد 1450 ديناراً للدولار الواحد، مقابل 1190 ديناراً قبل القرار.

ويأتي كلّ ذلك في سياق أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخ العراق، يزيد من حدّتها أن العراق من أكثر الدول فساداً في العالم، وقد خسر بسبب عمليات السرقة والاختلاس ما يقارب 450 مليار دولار خلال السنوات السبع عشرة الأخيرة.

حقيقة الصورة

لكن الصورة لا شأن لها بكلّ ذلك، بل هي من فنزويلا قبل عامين.

فقد تعرّف عليها صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار لكونها استُخدمت في سياق الأخبار الغرائبية التي ظهرت مع بدء انتشار فيروس كورونا المستجدّ، وقيل حينها إنها تصوّر إيطاليين يلقون بأموالهم في الشوارع بعدما أصبحت غير ذات نفع في زمن الجائحة.

لكن الصورة في الحقيقة ليست مصوّرة لا في إيطاليا ولا في العراق، بل في فنزويلا عام 2018.

فقد أرشد التفتيش عنها على محرّكات البحث إلى تغريدة  منشورة في 12 آذار/ مارس 2019 على حساب صحافي اسمه سيغوفيا باستيدا، يعمل في وسيلة إعلانية فنزويلية هي "سيبتيما جورنادا".

وقد نشر الصورة في سياق الحديث عن عملية سطو على مصرف "بانكو بيسانتاريو" في مدينة ميريدا، شمال غرب فنزويلا، حيث قام السارقون بعدها برمي أوراق نقدية تبيّن لهم بعد سرقتها أنها قديمة وخارج التداول.

ولم يكن باستيدا وحده من تناول عملية السطو على المصرف الفنزويلي في تغريدته. فقد نشرتها وسائل إعلامية محلية وعالمية عدة على حساباتها عبر موقع تويتر من بينها الموقع الإخباري "ديسكريفا غيرا" وتحدّثت عن السرقة أيضا الصحافية نيلي بيلين إيزارزا (هنا) من صحيفة "بينسا ليبري ماريلاند" التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا