خطأ، هذا الفيديو يصوّر تدريباً ميدانياً في مستشفى في النجف

تداول آلاف المستخدمين لموقع فيسبوك باللغة العربية مقطعاً مصوّراً على أنه يُظهر محتجّين عراقيين صبغوا وجوههم للادعاء بأنهم تعرّضوا للضرب، لكن المقطع في الحقيقة صوّر أثناء تدريب ميداني جرى في مستشفى في النجف بالتعاون مع منظمة أطباء بلا حدود.

 

يظهر في الفيديو أربعة شبّان في آلية يبدو أنها سيارة إسعاف، وعلى وجوههم وثيابهم صباغ أحمر يوحي بأنهم مصابين، لكنهم يضحكون للمصوّر.

وأرفق المقطع بتعليقات مثل "صبغوا وجوههم للتصوير وادعوا أن قوات السلام ضربتهم"، في إشارة إلى سرايا السلام التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

وحصل الفيديو على أكثر من 1500 مشاركة من هذه الصفحة وحدها، إضافة إلى آلاف المشاركات من صفحات أخرى.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 25 شباط/فبراير 2020 من موقع فيسبوك

 

ونشر المقطع أيضاً على موقع يوتيوب.

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ انتشار المقطع على موقع فيسبوك في هذا السياق في السادس من شباط/فبراير الجاري.

وجاء في التعليقات أيضاً "فيديو مسرّب للجرحى الذين صوّرتهم القنوات والصفحات المموّلة".

توتّر بين المحتجّين والتيّار الصدري

انطلقت الاحتجاجات في العراق في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2019 في بغداد ومدن جنوبية للمطالبة بإجراء إصلاحات واسعة و"إسقاط النظام" وتغيير الطبقة السياسية التي تحكم البلاد منذ 17 عاما، لاتهامها  بـ"الفساد" و"الفشل" في إدارة البلاد وإهدار ثروات دولة تعدّ من أغنى دول العالم بالنفط.

وبعد شهرين من التظاهرات، استقالت حكومة عادل عبد المهدي، وكُلّف الوزير السابق محمد علاوي بتشكيل الحكومة.

وكان أنصار مقتدى الصدر في صفوف المحتجّين إلى أن أعرب الصدر عن دعمه لمحمد علاوي، الذي يرفضه سائر المحتجّين لكونه مرشحاً عن الأحزاب التي يتظاهرون ضدها منذ أشهر.

ومنذ تغيير الصدر موقفه، انقسم المتظاهرون إلى معسكرين وتصاعد التوتر إلى حدّ وقوع أعمال عنف أسفرت عن سقوط قتلى.

وتصاعد التوتر أكثر بين الصدروالمتظاهرين وتحوّل إلى مواجهات عندما اقتحم مؤيّدوه في مطلع الشهر أماكن اعتصام في النجف والحلة جنوب بغداد، ما أدى إلى مقتل ثمانية متظاهرين. واتهمت الشرطة في الحادثين بالتقصير لعدم منعها وقوع الصدامات.

ومنذ بداية التظاهرات، قتل نحو 550 شخصا غالبيتهم العظمى من المتظاهرين الشبان، بينما أصيب حوالى ثلاثين ألفاً بجروح.

وفي ظلّ هذا التوتّر بين التيار الصدري وسائر المتظاهرين، ظهرت منشورات على  صفحات مؤيدة للصدر تتحدّث عن وجود عملاء ومموّلين من الخارج في صفوف المحتجين، وكذلك عن اختلاق أخبار للتصليل الإعلامي.

 

تدريب ميداني

لكن المقطع المنتشر لا يصوّر شباباً صبغوا أنفسهم للادّعاء بأنهم تعرّضوا للضرب على يد أنصار مقتدى الصدر كما يقول المنشور.

فسرعان ما اشتبه صحافيو وكالة فرانس برس في العراق بأن يكون هذا الفيديو ملتقطاً أثناء تدريب ميداني جرى بالتعاون مع منظّمة أطبّاء بلا حدود في مستشفى الحكيم العام في مدينة النجف، الذي صار يعرف باسم "مستشفى الشهداء العام"، وذلك بتاريخ الثالث من شباط/فبراير الجاري، أي قبل ثلاثة أيام من انتشار الفيديو.

إثر ذلك، أرشد التفتيش على محرّكات البحث باستخدام كلمات مفتاحية مثل "تدريب" و"مستشفى الشهداء العام" مستشفى الحكيم العام" و"أطباء بلا حدود" إلى مقطع نشرته هذه المنظمة الدولية على صفحتها الرسمية.

ويمكن ملاحظة أن اثنين من الشبان في المقطع المنتشر يظهرون أيضاً في مشاهد التدريب الميداني في فيديو المنظمة.

 

الشاب الأول

يمكن ملاحظة تشابه الإصابة الوهمية في يمين رأسه، والرسم على قميصه، بين الصورة الأولى الملتقطة من المنشور المضلّل، والصورة الثانية الملتقطة من فيديو منظمة أطباء بلا حدود.

 

Image

 

Image

 

الشاب الثاني

يمكن أيضا ملاحظة تشابه موقع الإصابة والحروف المطبوعة على قميصه. 

 

Image

 

Image

 

وكذلك نشرت صفحة تحمل اسم مستشفى الحكيم العام في الرابع من شباط/فبراير مقطعاً آخر يظهر فيه الشابان نفساهما.

وفي التاريخ ذاته، نُشرت صور عن التدريبات:

 

ويمكن ملاحظة وجود شاب ثالث في هذه الصور كان أيضاً ضمن الشباب في سيارة الإسعاف، في الفيديو المتداول في سياق مضلّل.

Image

 

Image

 

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا