هذا تسجيل قديم نشره تنظيم الدولة الإسلامية على أنّه لمفجّر كنيسة في مصر عام 2016

ينتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مسجّل يدّعي ناشروه أنه لمقاتل من حركة حماس الفلسطينية يتوعّد بمحاربة جيش مصر. إلا أن التسجيل قديم نشره تنظيم الدولة الإسلامية على أنه لانتحاري نفذ اعتداء على كنيسة في مصر عام 2016 وهو يهدّد فيه أقباط مصر.

يظهر في التسجيل مسلّح ملثم يتوعّد ويقول "...والله قريبًا سنحرّر القاهرة ونأتي لفكاك أسركم ونأتي بالمفخخات، فأبشروا عباد الله…"

وجاء في التعليق المرافق للفيديو "جبان من حماس الإرهابية، سايب الصهاينة مغتصبين أرضه وعرضه وأهله، وعاوز يحارب جيش مصر، كل فلسطيني فاكر أن المصريين هم اللي محتلين القدس".

بدأ انتشار هذا التسجيل على نطاق واسع في 14 شباط/ فبراير 2020 وشاركه من صفحة فيسبوك هذه وحدها أكثر من ألفي مستخدم بالإضافة إلى المئات غيرهم من صفحات أخرى.

 

أسلوب تصوير فيديوهات تنظيم الدولة الإسلامية

لم يصدر عن حركة حماس في الآونة الأخيرة أي موقف رسمي ضد السلطات المصرية، ما يبعث على الشك في حقيقة التهديد الوارد في الفيديو.

وإن كانت العلاقات بين مصر وحركة حماس توترت بعد الإطاحة عام 2013 بالرئيس المصري السابق محمد مرسي المنتمي إلى التيار الإسلامي مثل الحركة المسيطرة على قطاع غزة، فلقد عادت الأمور وتحسّنت في مطلع العام 2018.

وتعمل مصر بالتعاون مع الأجهزة الأمنية التابعة لحماس على ضبط حدودها بشكل كامل مع قطاع غزة لمنع كافة أعمال التهريب للأفراد والبضائع عبرها. وقبل عامين، أعادت مصر فتح معبر رفح، المنفذ الوحيد الذي يربط القطاع المحاصر بالخارج ولا تسيطر عليه إسرائيل، بشكل محدود جدًا وغير منتظم.

ومن العناصر المثيرة للشكوك أيضا أن أسلوب تصوير الفيديو شبيه بالأسلوب الذي يعتمده تنظيم الدولة الإسلامية في أشرطة الفيديو التي يبثها على حساباته على مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي.

رسالة إلى الأقباط

غير أن هذا التسجيل لا علاقة له بحركة حماس.

فلقد أرشد التفتيش عنه بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة إلى تسجيل مماثل مدته أطول منتشر منذ العام 2017 على مواقع وسائل إعلام عربية وأجنبيّة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "داعش ينشر تسجيلاً مصوّرًا لمفجّر الكنيسة البطرسية في مصر".

وتظهر في خلفيّة الفيديو الأصلي راية تنظيم الدولة الإسلامية.

وتوضح جميع المقالات المرافقة للفيديو أن المقطع يعرض تسجيلاً مصوّرًا يهدّد فيه تنظيم الدولة الإسلامية الأقباط في مصر ويعرض ما قال التنظيم إنه "الرسالة الأخيرة للانتحاري المسؤول عن تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة…" 

وفي كانون الأول/ ديسمبر من العام 2016، فجر انتحاري نفسه في كنيسة القديسين بطرس وبولس في منطقة العباسية بوسط القاهرة ما أسفر عن مقتل 29 شخصا وإصابة عشرات آخرين. وأُعلن الحداد في البلاد على ضحايا التفجير مدة ثلاثة أيام.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا