هذا الفيديو ملتقط في سوريا ولا يظهر سجينات في ليبيا

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو يدّعي ناشروه أنّه يظهر سيّدات ليبيّات مخطوفات في العاصمة طرابلس من قبل مقاتلين سوريين. لكنّ الفيديو في الحقيقة لا علاقة له في ليبيا، وهو ملتقط في سجنٍ لفصائل سوريّة معارضة في مدينة عفرين السوريّة.

تبدو في الفيديو مجموعة من المسلّحين بلباسٍ عسكريّ يتكلّمون اللهجة السوريّة وتظهر مجموعة من النساء ينتقلن من غرفة إلى أخرى. 

وقد جاء في النصّ المرافق له "عاجل طرابلس الآن...العثور على فيديو من هاتف أحد المرتزقة السوريين ...النساء المخطوفات في العاصمة طرابلس رهائن في سجون المرتزقة السوريين".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 22 تموز/يوليو 2020 عن موقع فيسبوك

بدأ المقطع بالانتشار، بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، أواخر شهر أيّار/مايو 2020 وقد حظي بمئات المشاركات في موقع فيسبوك.

مقاتلون سوريون في ليبيا

تشهد ليبيا أعمال عنف منذ الإطاحة بزعيمها معمر القذافي في 2011. ومنذ 2015 تخوض حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة والمدعومة من تركيا وقطر، ومقرها طرابلس، معارك ضد قوات المشير خليفة حفتر المتمركز في مدينة بنغازي شرقاً والمدعوم من الإمارات وليبيا ومصر وروسيا.

وأرسلت قوى أجنبية عدة مقاتلين وأسلحة، مؤججة حرباً دموية بالوكالة، تعكس تباعداً وانقسامات جيوسياسية أكبر في الشرق الأوسط وداخل حلف شمال الأطلسي.

وقد عززت تركيا منذ أواخر العام الماضي دعمها العلني لحكومة الوفاق الوطني، بمستشارين عسكريين ومجموعات مسلّحة سورية موالية لأنقرة، وطائرات مسيرة وأنظمة دفاع جوي، ما قلب الموازين في المعركة.

فيديو من سوريا

لكنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بليبيا. فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أظهر البحث عنه أنه منشور بتاريخ 29 أيّار/مايو 2020 على صفحة المرصد السوريّ لحقوق الإنسان في فيسبوك. وقد جاء في النصّ المرافق له "شريط مصوّر يوثق وجود نساء معتقلات في مقر +فرقة الحمزة+ في مدينة عفرين".

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في اتصال مع خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس إن المجموعة المسلّحة التابعة للمعارضة أوقفت حينها "عدداً من الأكراد والعرب بتهم مختلفة منها التعاون مع القوات الكرديّة".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا