هذا المقطع صوّر في هولندا وصاحبة الفيديو اعتذرت عمّا صدر عنها 

يتداول مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يدعي ناشروه أنه لسيدة مصريّة وهي تشتم المثليين في تركيا. إلا أن الادعاء خطأ وصاحبة الفيديو التقطته في هولندا واعتذرت في ما بعد عمّا صدر عنها من شتائم بحق المثليين.

يظهر في الفيديو سيدة تتكلّم باللهجة المصرية وتصوّر بهاتفها شبانًا متنكرين بأزياء نسائية، منهم من يحمل علم قوس القزح الذي يمثل المثليين، وكلّ ما مرّ أحدهم من ورائها كانت تتوجه إليه بالشتائم من دون أن يبدي أية ردة فعل تجاه الكلام الصادر عنها.

ووجّه ناشرو المقطع تحيّة للفتاة المصرية التي التقطت الفيديو تحت وسم "#تسلمي يا بنت مصر".

وكتبوا "هذا ما قالته بنت مصر للشواذ الأتراك في عقر دارهم واستغلت جهلهم للغة العربية".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 26 حزيران/يونيو 2020 عن موقع فيسبوك

بدأ انتشار المقطع في 23 حزيران/يونيو 2020، على إثر قضية انتحار الناشطة المصرية المدافعة عن حقوق المثليين سارة حجازي قبل أيام، وفي ظلّ توتّر مصري تركي ولاسيّما على خلفيّة النزاع في ليبيا بين حكومة الوفاق المدعمة من أنقرة، والمشير خليفة حفتر المدعوم من القاهرة.

وحصد آلاف المشاهدات ومئات المشاركات عبر موقع فيسبوك.

هل شتمت الفتاة المثليين في تركيا؟

لكن هذا الفيديو لم يلتقط في تركيا.

فلقد أرشد التفتيش عن المقطع باستخدام الاسم الوارد على الفيديو "emy_holland 55" إلى مقطع آخر على حساب السيّدة نفسها عبر تطبيق إنستغرام وهي تعرّف عن نفسها على أنها "الدكتورة إيمان وهبي سفيرة السلام والإنسانية في هولندا".

وترتدي السيدة في الفيديو نفس الأقراط والقبعة والقميص تماماً كما في الفيديو المتداول، وتتحدث فيه عن المثلية الجنسية قائلة إن هذه "الظاهرة تنتشر بشكل خطير في البلدان العربية الإسلامية" وتوجه بأصابع الاتهام إلى "تربية الأهل الخاطئة". 

وفي الفيديو إشارة إلى أنه ملتقط في العاصمة الهولندية أمستردام.

على ضوء ذلك، جرى التعمق في التفتيش باستخدام هذه المرة كلمات مفتاحية بالإنكليزية والعربية. وأرشد التفتيش إلى فيديوهات مماثلة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي (إنتسغرام، وتويتر) حدد ناشروها أنها التقطت خلال مسيرة فخر المثليين في هولندا. إلا أنهم شاركوا الفيديو لانتقاد السيدة التي لم تعمل بموجب قوانين هولندا التي "تحترم حقوق المثليين كبشر".

 

وتناول أحد المواقع الهولندية المسألة فعرض الفيديو في مقال تحدّث عن هذه "المدونة العربية التي تحظى بأكثر من 40 ألف متابع على تطبيق إنستغرام، والتي أهانت المثليين في وجههم من دون أن يعرفوا ما تقوله معتقدين أنها مؤيدة لهم…".

وأشار المقال إلى أن السيدة عادت واعتذرت.

وبالفعل، نشرت السيدة اعتذارًا باللغتين العربية والهولندية عبر حسابها على تطبيق إنستغرام عملاً بنصيحة محاميتها قائلة إنها تحمل جواز سفر هولنديًا وهي تحترم قوانين البلاد وإنها لم تقصد الإهانة  طالبة ممن نشروا الفيديو أن يحذفوه. 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا