كنيسة القيامة في القدس في 25 نيسان/أبريل 2021 (AFP / Emmanuel Dunand)

هل اشتُق اسم عيد الفصح "إيستر" من الإلهة المشرقيّة القديمة عشتار؟

ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة حول العالم منشورات ادّعت أن اسم عيد الفصح باللغة الإنكليزية "إيستر" مشتقّ من "عشتار"، إلهة الخصوبة في حضارات بلاد ما بين النهرين القديمة. لكن هذا الادعاء الذي يعود للظهور مع حلول عيد الفصح في كلّ عام غير صحيح، فعلماء اللغات والحضارات القديمة يرجّحون أن يكون الاسم مشتقّاً من كلمات بمعنى الفجر والشرق، وقلّة يربطون الاسم بالإلهة أوستارا لدى شعوب الأنكلوساكسون القديمة. أما عشتار فلا شأن لها بذلك.

 

تنطوي هذه المنشورات المتداولة بلغات عدّة منها العربيّة والإنكليزيّة على أخبار وتحليلات مفادها أن استخدام كلمة "إيستر" للدلالة على عيد الفصح مشتقّ من اسم الإلهة الشرقيّة عشتار، وذهبت منشورات باللغات العربية للحديث عن مؤامرة يهوديّة بهذا الشأن هدفها طمس معالم الدين المسيحّي لمصلحة إحياء تقاليد وثنيّة.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 27 نيسان/أبريل 2021 من موقع فيسبوك 

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهر هذا المنشور مراراً في السنوات الماضية، على مواقع عدّة منها فيسبوك ويوتيوب.

ادّعاء مردود

لكن هذا الادّعاء غير صحيح، ولا علاقة لاسم عيد الفصح والمعايدة السائدة بين المسيحيين الغربيين فيه "Happy Easter" بالإلهة عشتار.

وقال جاكوب لوينغر أستاذ الحضارة الأشوريّة في جامعة جون هوبكينز لوكالة فرانس برس: "الربط بين إيستر وعشتار أمر غير منطقي".

وأضاف: "لا نعرف الكثير عن لفظ الكلمات باللغة الأكادية" التي تفرّعت منها اللغة الأشوريّة، لكن "يبدو أنه في وقت ما كان اسم عشتار يُلفظ: إيسّار".

"هذا خلط حديث العهد"

وأيّد هذا الموقف أندرو ماكغوان عميد كليّة الأديان في جامعة يال الأميركية، وقال لوكالة فرانس برس: "الربط بين عشتار وإيستر هو خلط حديث العهد".

وأضاف: "هناك إجماع بين العلماء على أن اسم عيد الفصح إيستر مشتقّ من كلمات جرمانيّة معناها الشرق والفجر"، ولا علاقة له بعشتار.

وبحسب ماكغوان، فإن "كلمة إيستر صارت مرادفاً لاحتفال متّصل بالشرق، وفي هذا ما يتشابه مع صورة المسيح الآتي إلى العالم بعهد جديد".

مصدر جرماني؟

وتناول الخبراء الاقتراح بأن يكون اسم الفصح "إيستر" مشتقاً من اسم الإلهة الأنكلوساكسونيّة القديمة أوستارا، لكنهم لا يميلون لهذا الرأي، ولا سيما لأن أسماء الفصح بلغات أوروبية أخرى مثل الفرنسية (Paques) والإسبانية (Pascua) مشتقّة من الكلمة العبريّة "بيساح" التي تعني العبور، ولم تدخل عليها تأثيرات لها علاقة بعشتار أو أساطير قديمة أخرى، كما تدّعي المنشورات المضلّلة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا