هذه الصورة مركّبة ولا تظهر شعاراً مرفوعاً خلال تظاهرة في الجزائر

يتداول مستخدمون لموقع فيسبوك صورة  تظهر امرأة حاملاً تضع لافتة على بطنها، يدّعي ناشروها أنّها ملتقطة في الجزائر خلال التظاهرات التي تشهدها البلاد. لكنّ الصورة في الحقيقة ملتقطة خلال تظاهرة في لندن ضمن إطار "الإضراب العالمي من أجل المناخ" الذي شهدته مدن أوروبيّة عدّة.

بماذا نحقق؟

تظهر في الصورة امرأة حامل ولافتة معلّقة إلى بطنها بيد بلاستيكيّة صغيرة، في إيحاء إلى أنّ جنينها هو من يحمل اللافتة. وقد كتب على اللافتة "لن نركع" باللون الأحمر.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 1 تشرين الأول / أوكتوبر 2019 عن موقع فيسبوك

وجاء في النصّ المرافق للصورة "أروع صورة معبرة من حراك الجزائر شعب أصبح مبدعاً في التعبير عن الواقع المرير"، ونالت أكثر من ألف و500 مشاركة عبر هذه الصفحة بالإضافة إلى مئات المشاركات عبر صفحات أخرى. 

سياق انتشار الصورة

بدأ انتشار الصورة، بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، في 25 أيلول/سبتمبر 2019 في ظلّ تظاهرات أسبوعيّة تشهدها الجزائر منذ أشهر. 

وقد تظاهر الآلاف في العاصمة الجزائرية الجمعة 27 أيلول/سبتمبر رفضاً لإجراء الانتخابات الرئاسية في 12 كانون الأول/ديسمبر، وذلك غداة تحذير رئيس أركان الجيش من "عرقلة" الاستحقاق.

وتجمّع المتظاهرون للأسبوع الثاني والثلاثين على التوالي في شوارع بالعاصمة الجزائر التي كانت تجوبها دوريات من الشرطة، وفق صحافي في فرانس برس، وهتفوا رفضاً للانتخابات ورددوا شعار "ديغاج (ارحل)" ضدّ الرئيس الموقت عبد القادر بن صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي.

ومنذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 2 نيسان/أبريل نتيجة ضغط الشارع والجيش، يرفض الحراك الاحتجاجي أن يشرف "النظام" الحالي على الانتخابات.

حقيقة الصورة

أرشد البحث عن الصورة عبر محرّك Yandex إلى الصورة نفسها منشورة على حساب مراسلة قناة Deutsche welleh بريجيت ماس في تويتر. لكنّ اللافتة التي تحملها المرأة مختلفة وكتب عليها باللغة الانكليزيّة ما ترجمته "لأجل مستقبلي". 

وقد نالت هذه الصورة الأصلية أكثر من تسعة آلاف إعجاب وألفي مشاركة، وجاء في النصّ المرافق لها "شعاري المفضّل من إضراب المناخ في لندن". 

نشرت الصورة بتاريخ 20 أيلول/سبتمبر أي قبل خمسة أيام من انتشارها معدّلة على أنّها من الجزائر. كما نشرت هنا وهنا ضمن الشعارات المرفوعة خلال التظاهرات من أجل المناخ. 

تظاهرات عالميّة لأجل المناخ

تجمعت حشود هائلة من الشبان في أنحاء من العالم، الجمعة في 20 أيلول/ سبتمبر ضمن "الإضراب العالمي من أجل المناخ"، الحملة الهادفة إلى المطالبة بالتحرّك إزاء الكارثة البيئية التي تشهدها الكرة الأرضية.

وقد تظاهر مئات الآلاف في مدن أوروبية منها ميلانو وفيينا وبودابست ولندن في إطار سلسلة تظاهرات حول العالم تدعو لتجنّب حدوث كارثة مناخية.

وجاءت التظاهرات استجابة لدعوة المراهقة السويدية الناشطة في مجال البيئة غريتا تونبرغ. ويحذّر العلماء من أن الوقت بدأ ينفد أمام قادة العالم ليضعوا حدّاً للاحتباس الحراري، الذي يعد السبب وراء تزايد الكوارث البيئية.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا