هذه الصورة للممثّل جيرار دوبارديو مركّبة

يتداول مستخدمون لموقع فيسبوك صورة للممثل الفرنسي جيرار دوبارديو يحمل ورقة كتب عليها باللغة الفرنسية "لماذا تونس؟"، مرفقة بتعليق يقول نجم السينما الفرنسية فيه بحسب  ما نسب إليه المنشور إن فرنسا تتدخّل في شؤون تونس. لكنّ الصورة في الحقيقة مركّبة والورقة التي يحملها دوبارديو في الأصل كتب عليها باللغة الإنكليزيّة "لا روسيا لا ألعاب" ضمن حملة تضامن مع روسيا على مواقع التواصل الاجتماعي عام 2017.

بماذا نحقّق؟

وردت صورة جيرار دوبارديو التي يظهر فيها حاملا ورقة كتب عليها باللغة الفرنسية "لماذا تونس؟"، مرفقة بنص باللغة الفرنسيّة أيضاً، بشكل يوحي بأنّ الصورة ملتقطة من الشاشة لأحد حسابات الممثل على مواقع التواصل. 

وجاء في التعليق المرافق للمنشور "الممثل الفرنسي Gerard Depardieu نطق واعترف أنّ فرنسا تتدخل في شؤون الشعوب وتونس"، بالإضافة إلى ترجمة النصّ الفرنسي الظاهر تحت الصورة على الشكل التالي "لست سياسيا وأكره السياسيين لأن أغلبهم فاسدون منافقون متملقون...هؤلاء يتدخلون في تونس ويساعدون الفاسدين أمثالهم... لماذا لا تتركون الشعب التونسي يقرر مصيره… لماذا تصرون على جعل تونس مصباً لفضلاتكم ومرتعاً للفاسدين..".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 4 تشرين الأول/أوكتوبر 2019 عن موقع فيسبوك

ونال المنشور أكثر من ألفي مشاركة عبر هذه الصفحة وحدها، إضافة إلى آلاف المشاركات عبر صفحات أخرى.

سياق انتشار الصورة

بدأت هذه الصورة بالانتشار، بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، في الثاني من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2019، مع انطلاق الحملة للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التونسيّة، بعد شهر ونصف الشهر على وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي.

وأعلنت هيئة الانتخابات في تونس أنّ الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية ستجري في 13 تشرين الأول/أكتوبر. ويتنافس فيها المرشّح المستقلّ وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد، ورجل الأعمال نبيل القروي الموقوف بتهمة غسل أموال وتهرب ضريبي.

وترتفع في تونس بعض الأصوات المعارضة للسياسة الفرنسية، ويتّهم البعض باريس بالتدخّل في مسار الانتخابات الرئاسية.

وتنفي فرنسا هذه الاتهامات، وسبق أن أصدرت سفارتها في تونس بياناً في 16 أيلول/سبتمبر وصفت فيه هذه الاتهامات بأنها "استغلال وإقحام لفرنسا" في العملية الانتخابية.

حقيقة الصورة

أرشد البحث عن الصورة عبر محرّك Yandex إلى صورة دوبارديو نفسها منشورة عبر حسابه الرسميّ على فيسبوك بتاريخ الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2017، لكنّ الورقة التي يرفعها تحمل وسم (هاشتاغ) باللغة الانكليزيّة #NoRussiaNoGames وترجمته "لا روسيا، لا ألعاب".

 

يعرف الممثل الفرنسي بقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي منحه الجنسية الروسية عام 2013، بعدما غادر بلده لأسباب ضريبية.

تم اكتشافه عام 1974 بفضل فيلم "لي فالسوز" لبرتران بلييه. أدى أدواراً متنوعة في أفلام كثيرة وعمل مع أكبر المخرجين الفرنسيين، مجسدا شخصيات من التراث الأدبي الفرنسي أو من التاريخ الوطني، على غرار سيرانو دو بيرجوراك وجان فالجان (رواية البؤساء) وبورتوس، أحد الفرسان الثلاثة.

قصّة الصورة الأصليّة 

استخدم دوبارديو وسم  #NoRussiaNoGames ضمن حملة احتجاج على استبعاد روسيا من الألعاب الأولمبيّة الشتويّة عام 2018. 

واستبعدت اللجنة الأولمبية الدولية في 5 كانون الثاني/ديسمبر 2018 روسيا من المشاركة في أولمبياد 2018 الشتوي بسبب تناول لاعبيها منشطّات بشكل منهجي، لكنها سمحت لرياضييها بالمشاركة في مسابقات بيونغتشانغ (كوريا الجنوبية) تحت "علم أولمبي وشروط صارمة".

وأعلنت اللجنة قرارها بعد فحص أدلة على تناول الرياضيين الروس منشّطات على مدى سنوات، في فضيحة تورطت فيها العديد من الأجهزة الروسية، من وزارة الرياضة إلى أجهزة الأمن، وبلغت ذروتها في ألعاب سوتشي الأولمبية الشتوية عام 2014.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا