دولة الإمارات لم تغيّر اسم سورة في القرآن

تداول مستخدمون على موقع فيسبوك صورة لصفحة من القرآن تُظهر مطلع السورة السابعة عشرة منه وتحمل اسم "سورة بني إسرائيل" وليس "سورة الإسراء"، قائلين إن دولة الإمارات اعتمدت هذا "التغيير" بهدف "إرضاء اليهود". لكن السورة في الحقيقة تحمل الاسمين معاً منذ أيام الإسلام الأولى، وترد في بعض المصاحف بالاسم الأول وفي مصاحف أخرى بالاسم الثاني.

بدأ نشر الخبر من 29 أيلول/سبتمبر 2017، بحسب ما وقع عليه فريق فرانس برس، وما زال متداولاً حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

في السابع والعشرين من آذار/مارس 2019 وصفت صفحة "أصداء بنقردان" على فيسبوك هذا "التغيير" في اسم السورة بأنه "جريمة كبرى"، وقالت إن الهدف منه "إرضاء اليهود والوقوف عند رغبتهم".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 28 آذار/مارس 2019 من موقع فيسبوك

 

ويأتي انتشار هذا الخبر في وقت تّتهم فيه دولة الإمارات من خصومها بأنها تسلك طريق التطبيع مع إسرائيل في السنوات الأخيرة.

 

آلاف المشاركات منذ أيلول/سبتمبر 2017 -

بدأ ظهور هذا الخبر، بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، في أيلول/سبتمبر 2017.

في التاسع والعشرين منه، كتب أحد المستخدمين من الأردن أن  نسخاً من المصحف الذي يحمل هذا "التزوير" دخلت بلده من الإمارات، وتساءل "مسؤولية من؟ وكيف دخلت البلد؟".

وحاز منشوره على 300 مشاركة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 28 آذار/مارس 2019 من موقع فيسبوك

وفي اليوم نفسه، نشرت صفحة "تونس 24" خبراً مماثلاً مع تعليق "الإمارات تغيّر سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل!!!"، وجمع المنشور أكثر من ألف مشاركة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 28 آذار/مارس 2019 من موقع فيسبوك

في كانون الثاني/يناير 2018، أعادت صفحة "هنا أدرار" نشر الخبر، وشاركه منها أكثر من 3400 مستخدم.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 28 آذار/مارس 2019 من موقع فيسبوك

 

كما انتشرت مقاطع مصوّرة على يوتيوب تظهر المصحف المذكور وهو يفتح على صفحات تظهر فيها تسمية سورة "بني إسرائيل". وقد حملت بعض الفيديوهات عنوان " الإمارات تطبع مصحفاً وتغير اسم سورة الإسراء إلى بني إسرائيل".

الاسم ليس جديداً -

لكن السورة السابعة عشرة من القرآن تحمل في حقيقة الأمر اسمين: "سورة الإسراء" و"سورة بني إسرائيل"، وهي تروي في مطالعها قصصاً عن بني إسرائيل.

وورد اسم "سورة بني إسرائيل" في الكتب الإسلامية الضاربة في القدم، مثل "صحيح البخاري" أحد أشهر كتب جمع أحاديث النبي، والذي يعود إلى القرن التاسع للميلاد.

في العام 2015، أثار انتشار مصاحف في الأردن تسمّى فيها السورة باسم "سورة بني إسرائيل" جدلاً في هذا البلد دفع وزارة الأوقاف لتوضيح أن تسمية سورة الإسراء باسمها الآخر "بني اسرائيل" صحيح شرعاً.

وفي الثلاثين من أيلول/سبتمبر 2017، أصدرت جمعية دار البرّ الإماراتية المسؤولة عن طباعة هذه المصاحف بياناً ذكرت فيه الأدلة من المصادر القديمة على أن السورة تُسمّى "سورة بني إسرائيل".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 28 آذار/مارس 2019 عن صفحة "دار البر" على تويتر


وقالت الباحثة المتخصصة في دراسة المصاحف في جامعة أوكسفورد عليا كرامي لوكالة فرانس برس "هناك مصاحف قديمة كانت تعتمد اسم سورة بني إسرائيل، ومصاحف أخرى كانت تعتمد اسم سورة الإسراء، ومصاحف كانت تعتمد الاسمين معاً..إطلاق اسم سورة بني إسرائيل ليس جديدا".

وقد تنبّه عدد من المستخدمين لهذا الأمر وانتشرت توضيحات من رجال دين حول هذه المسألة. لكنّ ذلك لم يحدّ من انتشار الخبر.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا