هل قالت السلطات الفرنسية إن منفّذ هجوم نيس ليس مسلماً؟

ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية مقطع مصّور قيل إنه يُظهر مسؤولاً قضائياً فرنسياً وهو يؤكّد أن لا علاقة لمنفّذ هجوم مدينة نيس بالإسلام. لكن الادعاء خطأ فالمسؤول الفرنسي لم يكن يتحدّث للصحافيين عن هجوم نيس الذي نفّذه شابّ تونسيّ في كنيسة الخميس وراح ضحيّته ثلاثة قتلى، بل كان يتحدّث عن شاب فرنسي هدّد في اليوم نفسه المارّة في شوارع مدينة أفينيون بمسدّس قبل أن تقتله الشرطة، ثم تبيّن أنه مضطرب نفسياً.

يظهر في هذا الفيديو، ومدّته 28 ثانية، رجل يتحدّث باللغة الفرنسية قائلاً: "سمعنا على الإذاعات أن الشخص الموقوف كان يحمل سكيناً وصاح الله أكبر، هذا غير صحيح، لم يهتف الله أكبر ولم يكن يحمل سكيناً، هو شخص فرنسي ولد في فرنسا عمره 33 سنة ولا علاقة له بالدين الإسلامي" مرجّحاً فرضيّة الاضطراب النفسي.

وجاء في التعليقات المرافقة للفيديو: الفرنسي فيليب غيوماس يعترف بأن القاتل في كنيسة نيس لا علاقة له بالإسلام وعندما نفّذ عمليّته لم يصرخ الله أكبر، وعمره 33 عاماً وهو مختلّ عقلياً".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2020 من موقع فيسبوك

وحقّق هذا المقطع، مرفقاً بهذا الادعاء، انتشاراً واسعاً جداً في بضعة أيام، إذ شاركه عشرات آلاف المستخدمين من صفحات مواقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب

ويتوافق ما جاء في المنشور مع ما قاله الرجل الظاهر في الفيديو. 

لكن من هو هذا الرجل؟ وهل فعلاً كان يتحدّث عن الهجوم على الكنيسة في مدينة نيس كما جاء في المنشورات؟

فيليب غيما: المدّعي العام في مدينة أفينيون

الرجل الظاهر متحدثاُ في الفيديو يشغل فعلأً منصباً في السلطة القضائية الفرنسية، فهو المدّعي العام لمدينة أفينيون فيليب غيما.

وهذه صورة له التقطها مصوّر لوكالة فرانس برس عام 2004.

Image
(AFP / Bertrand Langlois)

وصحيح أن ما جاء في المنشور موافق لما قاله في المقطع من حيث أن المهاجم لم يكن يحمل سكيناً ولم يكن يهتف "الله أكبر" ولا علاقة له بالإسلام، لكنه لم يكن يتحدّث عن حادثة الطعن في كنيسة في نيس، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، بل كان يتحدّث عن رجل أقدم صباح الخميس على إشهار مسدّس وتهديد المارّة في مدينة أفينيون قبل أن تقتله الشرطة. وقالت النيابة العامة في أفينيون لوكالة فرانس برس إن "الرجل كان خضع لمتابعة نفسية، وقد صدر عنه كلام غير متّسق".

أما الهجوم في نيس، فقد أعلنت السلطات أن منفّذه هو التونسي إبراهيم العيساوي. وبلغ عدد الموقوفين المشتبه بهم أربعة حتى مساء السبت.

ودخل العيساوي صباح الخميس إلى كنيسة وسط مدينة نيس فذبح فيها امرأة في الستين وكاهناً في الخامسة والخمسين وطعن امرأة برازيلية في الرابعة والأربعين في مطعم قريب لجأت إليه.

وبحسب السلطات الفرنسية، فإن للعيساوي سوابق في قضايا تتراوح بين الحقّ العام والعنف والمخدّرات.

وكان العيساوي قد غادر منتصف أيلول/سبتمبر مدينته صفاقس حيث كان يعيش مع عائلته، ثم وصل بطريقة غير شرعية إلى أوروبا عبر جزيرة لامبيدوسا الإيطالية في 20 أيلول/سبتمبر، قبل أن ينتقل إلى باري في جنوب إيطاليا في 9 تشرين الأول/أكتوبر ويتوجه في ما بعد إلى فرنسا.

وتقول والدته إنه "منذ عامين ونصف العام أصبح يؤدي الصلاة ويتنقل فقط بين العمل والجامع والبيت ولا يجالس أحداً" من أبناء الحيّ.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا