خبر اعتذار الجزيرة عن بثّ فيديوهات قديمة على أنّها للتحركات الأخيرة في مصر غير صحيح

يتناقل مستخدمون لموقع فيسبوك صورة لتغريدة يدّعي ناشروها أنّ قناة الجزيرة تعتذر فيها عن بثّ فيديوهات ملتقطة خلال ثورة يناير عام 2011 على أنّها تصور تظاهرات يوم الجمعة 20 أيلول/سبتمبر عام 2019. لكنّ التغريدة مزيّفة. 

بماذا نحقّق؟

تبدو الصورة وكأنها ملتقطة من الشاشة عن حساب تويتر الخاص بـ"الجزيرة عاجل"، ويظهر تاريخ نشر التغريدة في 21 أيلول/سبتمبر 2019.

وجاء في التغريدة  المنسوبة لـ"الجزيرة" أنّ إدارة القناة تعتذر لبثّ مقاطع تعود لثورة كانون الثاني/يناير 2011، خلال "البث المباشر للنشرة الإخباريّة أمس"، أي يوم الجمعة 20 أيلول/سبتمبر 2019.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 24 أيلول / سبتمبر 2019 عن موقع فيسبوك

وجاء في النصّ المرافق لصورة التغريدة "الجزيرة تعتذر لمشاهديها على ما تم بثه أمس الجمعة من مظاهرات قديمة منذ عام 2011 ... اثبتوا يا مصريين كله فبركة والهدف منه هز ثقتك بجيشك و رئيسك... ‏تحيا مصر"، كما جاء في منشور آخر "فضيحة عالمية لقناة الجزيرة".

وحظيت هذه المنشورات وغيرها بمئات المشاركات على موقع فيسبوك.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 24  أيلول / سبتمبر 2019 عن موقع فيسبوك

سياق انتشار الفيديو

بدأ انتشار الصورة يوم السبت 21 أيلول/سبتمبر، غداة التظاهرات التي شهدتها القاهرة ومدن مصريّة عدّة للمطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتجدّدت التظاهرات السبت في مدينة السويس وتصدّت الشرطة للمتظاهرين بالغاز المسيّل للدموع.

وجاءت التظاهرات تلبيةً لدعوات أطلقت على شبكات التواصل الاجتماعي تطالب بإقصاء السيسي، وخصوصًا دعوات صدرت عن محمّد علي، المقاول المصري المقيم في الخارج بعد توجيهه اتهامات بالفساد للرئيس ولقيادات من الجيش.

وعقب التظاهرات نشر محمّد علي فيديو جديداً طالب فيه المصريّين بالنزول في تظاهرة "مليونيّة الجمعة المقبلة في الميادين العامّة".

وأفادت مصادر حقوقية عن توقيف السلطات مئات الأشخاص منذ تظاهرات الجمعة.

وتتّهم السلطات المصرية قناة الجزيرة القطرية بالانحياز للإخوان المسلمين والعداء للنظام القائم حالياً وترويج أخبار غير صحيحة منها ما يهدف للتحريض على التظاهر.

وتحظر السلطات عمل القناة في مصر، وهي ما زالت تعتقل أحد العاملين فيها المصري محمود حسين منذ عودته في إجازة إلى بلده في كانون الأول/ديسمبر 2016.

وسبق أن اعتقلت السلطات المصرية ثلاثة صحافيين آخرين من القناة بينهم كندي من أصل مصري وأسترالي ما أثار ضجة على المستوى الدولي. لكن الثلاثة أطلق سراحهم عام 2015.

ويأتي ذلك على خلفية خلاف أوسع، إذ قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في حزيران/يونيو 2017 علاقاتها مع قطر وفرضت حصارا اقتصاديا على الإمارة الخليجية الصغيرة الثرية لاتهامها بـ"تمويل الإرهاب" ودعم إيران، وهو ما تنفيه الدوحة.

عناصر مثيرة للشك

يستخدم النصّ المتداول أسلوباً يعتمده المصريّون في الكتابة ولا تعتمده قناة الجزيرة في أيّ من منشوراتها، مثل إبدال حرف التاء المقصورة بالهاء (الإخباريه)، والألف المقصورة بالياء (إلي).

Image
صورة للتغريدة المتداولة مع إشارة بالأحمر إلى الأخطاء الواردة فيها

كما أن المنشور يحفل بأخطاء لغوية  يُستبعد أن تصدر بهذه الغزارة عن فضائية عربية كبيرة.

كذلك عمدت بعض الصفحات وعدد من المواقع المصرية الإخباريّة، منها موقع مصريّ متخصص في كشف الأخبار الزائفة، إلى نشر هذا الفيديو هنا وهنا وهنا كدليل على إعتراف القناة بخطئها. 

ونال الفيديو أكثر من 5 آلاف مشاركة عبر هذه الصفحة فقط، وآلاف المشاركات ومئات آلاف المشاهدات عبر صفحات أخرى.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 24 أيلول / سبتمبر 2019 عن موقع فيسبوك

لكنّ الفيديو في الحقيقة مجتزأ من فقرة باسم "نشرتكم" تخصّصها "الجزيرة" لمواقع التواصل الاجتماعي،  يمكن مشاهدتها بالكامل هنا

سلّطت الحلقة الضوء على التفاعل مع التحركات في مصر، واستعرضت في القسم الأخير منها فيديوهات وصورا متداولة على مواقع التواصل الاجتماعيّ على أنّها ملتقطة خلال تحرّكات السبت لكن تبيّن أنّها قديمة أو مفبركة.

وأوضحت المذيعة حقيقة هذه الفيديوهات والصور ولم تقل إن الجزيرة نشرتها أو تعتذر عنها. 

الجزيرة تنفي

نشرت قناة الجزيرة عبر حساباتها الرسميّة على موقعي فيسبوك وتويتر صورة التغريدة المتداولة وأرفقتها بتعليق "نهيب بمتابعينا أن المنشور المتداول عن "الجزيرة - عاجل" هو منشور مفبرك ولم ينشر على أي من منصات الجزيرة".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا