هذا الفيديو قديم ولا علاقة له بالتظاهرات الحالية المنددة بفرنسا

في وقت تشهد دول يشكّل المسلمون غالبية سكانها تظاهرات منددة بفرنسا، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يدّعي ناشروه أنه لتظاهرة ضخمة في القدس "لنصرة نبيّ الإسلام"، إلا أن الادعاء خطأ والفيديو ملتقط عام 2017.

تحت وسم #القدس_الآن شارك عشرات الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في أقل من 24 ساعة هذا المقطع الذي يصوّر حشدًا غفيرًا من الناس في ساحة المسجد الأقصى وهم ينشدون. وكتب أيضًا في التعليق "من مسرى رسول الله أهالي القدس نساء ورجالا يدخلون باحات الأقصى بنشيد طلع البدر علينا نصرة لرسول الله".

يأتي انتشار هذا المقطع بالتزامن مع تصاعد حدة الانتقادات لتصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن التطرف الإسلامي، وفيما تتزايد الدعوات لمقاطعة البضائع الفرنسية في الشرق الأوسط.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2020 عن موقع فيسبوك

وجاءت تصريحات ماكرون الخميس في مراسم تأبين المدرّس صمويل باتي التي قتله إسلامي متطرف بقطع الرأس بعد عرضه على تلاميذه رسوما كاريكاتورية تجسّد النبي محمد خلال حصة حول حرية التعبير. وقال الرئيس الفرنسي أن القتيل "كان يجسّد الجمهورية"، وأنه "قُتل لأنّ الإسلاميين يريدون الاستحواذ على مستقبلنا"، مؤكدا أنّ بلاده لن تتخلى "عن رسوم الكاريكاتور".

فيديو قديم

إلا أن الفيديو لا علاقة له بكلّ هذه المستجدّات في فرنسا، بل هو منشور منذ نحو ثلاث سنوات.

فبمجرّد النظر إلى المقطع تظهر إلى أعلى اليسار عبارة "Jerusalem 2017" أو "القدس 2017".

أما في الأسفل فيظهر ما يبدو أنه اسم المصوّر الذي التقط الفيديو آنذاك.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2020 عن موقع فيسبوك

أرشد التفتيش باستخدام هذه الكلمات المفتاح إلى الفيديو نفسه على موقع فيسبوك، وقد نشر بجودة أعلى بتاريخ 28 تموّز/يوليو 2017 على صفحة أمير قيمري الذي يعرّف عن نفسه عبر الحساب على أنه فنان ولد في القدس ونشأ فيها.

ونشر المقطع عينه على موقع يوتيوب:

وكتب في التعليق المرافق للفيديو آنذاك "فيديو إحتفالات اليوم - إهداء إلى المرابطات الماجدات اللواتي لم يفارقن أبواب المسجد الأقصى رغم مسؤلياتهم ورغم ما تعرضوا له من هجوم إطلاق النار وغيره".

وجرت تلك الاحتفالات في القدس خلال شهر تموز/يوليو من سنة 2017 بعد رفع إسرائيل الإجراءات الأمنية التي فرضتها في الحرم القدسي.

وكانت إسرائيل نصبت بوابات إلكترونية عند مداخل الأقصى إثر هجوم نفذه ثلاثة شبان من عرب إسرائيل وأسفر عن مقتل شرطيين إسرائيليين في 14 تموز/يوليو ومقتل المهاجمين الثلاثة. وأغلقت إسرائيل على إثره الأقصى ثلاثة أيام فاندلعت مواجهات ازدادت حدة بعد نصب البوابات الإلكترونية الكاشفة للمعادن، والسماح فقط لليهود والأجانب بزيارة المسجد من باب المغاربة حتى في أثناء إغلاقه أمام المسلمين.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا