هذه الصورة التقطت خلال أحداث في جنوب تايلاند، وليس في بورما

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورةً يدّعي ناشروها أنها لمسلمين يتعرّضون للتعذيب في بورما. صحيحٌ أنّ المسلمين الروهينغا يتعرّضون للقمع الدموي في هذا البلد الواقع جنوب شرق آسيا، إلا أن الصورة ملتقطة خلال أحداث في جنوب تايلاند عام 2004 أسفرت عن سقوط عشرات القتلى.

يظهر في صورة المنشور مجموعة من الشبان الممدّدين أرضًا على بطونهم، عراة الصدر وحفاة الأقدام، فيما يحيط بهم جنود. 

 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 12 شباط/فبراير 2021 عن موقع فيسبوك

 

وجاء في التعليق المرافق للمنشور: "كفى ظلماً وبغياً وطغياناً ووحشيةً يا حكومة بورما... وكفى صمتاً يا حكومات العالم... من لا يتضامن مع مسلمي بورما ليس إنساناً".

أزمة المسلمين الروهينغا في بورما

يعود انتشار هذه الصورة إلى العام 2017 عندما نفّذت سلطات بورما حملة أمنيّة دامية ضدّ الروهينغا بعد أن شنّ مسلّحون منهم هجمات على مراكز للشرطة. ودانت الأمم المتحدة الحملة ووصفتها بأنها ترقى إلى التطهير العرقي، وطالب محققون دوليّون بمحاكمة قادة الجيش بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.

وتعدّ بورما نحو مليون نسمة من الروهينغا، وهي أقليّة مسلمة مهمّشة ومضطهدة في البلد ذي الغالبيّة البوذيّة. وترفض السلطات منحهم الجنسية أو الحقوق الأساسية، وتشير إليهم باسم البنغال، معتبرة أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنغلادش.

صورة من تايلاند

إلا أن هذه الصورة لا علاقة لها بالمسلمين الروهينغا أو مسلمي بورما عموماً.

فلقد أرشد التفتيش عنها عبر محركات البحث إلى أنها منشورة ضمن تقارير (1، 2، 3)  تتناول أحداث تاك باي في جنوب تايلاند عام 2004. 

وبحسب صحافيي خدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس في آسيا، فإن هذه الصورة تتطابق مع  الصور التي وثقت أحداث تاك باي ومشاهد التقارير الإخباريّة في تلك الفترة.

ماذا حدث في تاك باي؟

تشهد تايلاند حركة تمرد انفصالية مستمرة منذ 2004 في الأقاليم المحاذية للحدود مع ماليزيا في جنوب البلد ذي الغالبية المسلمة، وأسفر النزاع عن سقوط أكثر من سبعة آلاف قتيل معظمهم من المدنيين.

وجرت أسوأ حوادث في المنطقة في تشرين الأول/أكتوبر 2004، حين قتل سبعة متظاهرين وأصيب العشرات برصاص قوات الأمن خلال مسيرة احتجاجاً على توقيفات اعتباطية.

وأوقفت الشرطة حوالى ثلاث مئة متظاهر وأرغمتهم على خلع قمصانهم والتمدّد أرضاً والزحف إلى شاحنة كُدّسوا فيها لنقلهم إلى معسكر واعتقالهم.

وقضى 78 منهم اختناقاً خلال نقلهم، في مأساة لم يعاقب مرتكبوها وما زالت مطبوعة في أذهان الجميع.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا