هذه اللوحة لفنان إسباني صوّر فيها امرأة متخيّلة حكم عليها بالموت بتهمة السرقة وليست لامرأة مسلمة في زمن محاكم التفتيش

نشرت صفحات على موقع فيسبوك باللغة العربية لوحة قيل إنها تصوّر امرأة قضت محاكم التفتيش في الأندلس بإحراقها حيّة لأنها مسلمة، وأرفقت الصورة بعبارة "لماذا يكرهوننا". صحيح أن محاكم التفتيش طبعت واحداً من الفصول المظلمة في التاريخ الأوروبي واضطهاد من ليسوا كاثوليك، لكنّ هذه اللوحة لا علاقة لها بكلّ ذلك، بل هي رسم متخيّل لامرأة حكم عليها بالموت بسبب السرقة.

تظهر في الرسم امرأة مقيّدة ومن ورائها لوحة كتب عليها باللغة العربية "موت الحرامي"، وأمامها مصوغات ذهبية معلقة بسلسلة متدلّية من السقف.

وجاء في تعليق مطبوع على الصورة: "اللوحة صمّمت عارية الثدي كنوع من الإذلال للمرأة المسلمة"، وكتب بجانب الرسم: "اللوحة لسيدة موريسكيّة حكم عليها بالإعدام حرقاً في محاكم التفتيش المجرمة".

والموريسيكون اسم أطلق على المسلمين الذين لم يغادروا الأندلس بعد سقوطها.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 من موقع فيسبوك

وصحيح أن المؤرخين يصفون سيطرة ملوك الكاثوليك على غرناطة عام 1492 بأنها قضت على العصر الذهبي للتعايش بين الأديان في ظلّ حكم المسلمين للأندلس، وأرست محاكم التفتيش التي اضطهدت ولاحقت أو طردت من هم من غير الكاثوليك، إلا أن الرسم المتداول لا علاقة له بكلّ ذلك.

إعدام سارقة

فقد أظهر التفتيش عن الصورة باستخدام محركات البحث أنها من معروضات متحف Del Prado في مدريد.

وجاء في وصف اللوحة على موقع المتحف أنها للفنان الإسباني أنتونيوس فابريس الذي عاش بين منتصف القرن التاسع عشر والثلاثينات من القرن العشرين. وهي تصوّر امرأة سارقة حُكم عليها بالموت.

ويمكن العثور في القسم نفسه من المتحف على لوحة مشابهة لكنها تصوّر رجلاً سارقاً.

Image
صورة ملتقطة من الموقع الإلكتروني للمتحف الإسباني

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا