هذا الشاب ليس جندياً مصرياً وقع في الأسر حديثاً في سوريا والفيديو مُصوّر قبل خمس سنوات

يظهر في الفيديو شاب يلبس سروالاً عسكرياً وتبدو على قميصه بقعة من الدم وهو في قبضة مجموعة من المقاتلين يتحدّثون العربيّة والكرديّة، ثم يستنتج أحدهم من لهجته أنه مصري، فيسألونه "أنت مصري؟" ويردّ بالإيجاب.

وحصل هذا المقطع على آلاف المشاركات وعشرات آلاف المشاركات على موقعي فيسبوك ويوتيوب.

وقد جاء في التعليق المرافق له "المعارضة السورية تأسر أول جندي مصري".

قوات مصريّة في سوريا؟

جاء انتشار هذا المقطع على نطاق واسع بعدما نقلت وسائل إعلام تركية وعربية أخباراً عن إرسال مصر قوات إلى الشمال السوري بالتنسيق مع إيران، إحدى أكبر حلفاء الرئيس السوري بشّار الأسد، لمواجهة فصائل المعارضة السورية في الشمال المدعومة أساسًا من تركيا.

في المقابل نفى مصدر دبلوماسي مصري لوكالة فرانس برس أن تكون بلاده أرسلت قوات إلى سوريا.

ويأتي ذلك في ظلّ توتّر واتهامات متبادلة بين القاهرة وأنقرة، لا سيّما على خلفيّة النزاع في ليبيا حيث تدعم أنقرة حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، وتدعم القاهرة الرجل القوي في الشرق الليبي المشير خليفة حفتر. ويتنازع الطرفان على السلطة.

فيديو قديم لمقاتل في تنظيم الدولة الإسلامية قبل خمس سنوات

لكن هذا الفيديو لا يصوّر في الحقيقة جندياً مصرياً وقع في الأسر في الآونة الأخيرة في سوريا.

فقد أظهر التفتيش عن المقطع أنه منشور قبل خمس سنوات على أنه يصوّر مقاتلاً مصرياً في تنظيم الدولة الإسلامية وقع في أسر القوات الكرديّة، ولا صلة له بالاتهامات الأخيرة لمصر بإرسال قوات إلى الشمال السوري.

وفي اتصال مع خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان "هذا الفيديو لا علاقة له بالجيش المصري، وليس جديداً أصلاً، بل هو مصوّر في مدينة كوباني في شمال سوريا قبل خمس سنوات، وقد نشرناه في ذلك الوقت، وهو يُظهر مجموعة من القوات الكرديّة تلقي القبض على مقاتل مصريّ في تنظيم الدولة الإسلامية".

وسبق أن كشفت حقيقة هذا الفيديو صفحة "كلام جرايد 22" المعنيّة بالتدقيق في صحّة الأخبار المنتشرة على مواقع التواصل باللغة العربية.