سونيتا ويليامز لم تعتنق الإسلام بعد رحلتها الأخيرة إلى الفضاء

ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خبر حصد آلاف المشاركات بالعربية ومئات آلاف المشاركات بلغات أخرى، مفاده أن رائدة الفضاء الأميركية سونيتا ويليامز اعتنقت الإسلام بعد رحلة إلى القمر. لكن الخبر خطأ على صعيدين، إذ إن ويليامز الهندية الأصل لم تعتنق الإسلام، بل هي نفت ذلك وتحدثت في مقابلات علنية عن اصطحابها معها نصوصا هندوسية مقدسّة إلى الفضاء. كما أن رحلتها لم تكن إلى القمر، بل إلى محطة الفضاء الدولية.

يدّعي المنشور أنّ سونيتا ويليامز "أعلنت إسلامها" بعد رحلتها إلى الفضاء لأنّها "أثناء تواجدها على القمر ومراقبتها للأرض، لاحظت أن الأرض كانت مظلمة باستثناء منطقتين كانتا تشعان ضوءاً ونوراً ... هما مكة المكرمة والمدينة المنورة"، وأنّ "كلّ تردّدات الصوت غير مسموعة إلّا ذبذبات الأذان".

حصل هذا الخبر على آلاف المشاركات على صفحة مجموعة "عجائب وغرائب وطرائف حول العالم" على فيسبوك وحدها منذ أن نشرته عليها إحدى المستخدمات  في السادس من حزيران/يونيو 2019، إضافة إلى المشاركات التي جمعها على صفحات عربية أخرى مثل "غرائب وعجائب".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 21 حزيران/يونيو 2019 من موقع فيسبوك
Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 21 حزيران/يونيو 2019 من موقع فيسبوك

بدأ انتشار الخبر، بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، عام 2011.

غير أن الادعاءات هذه منتشرة منذ أكثر من عقد وبلغات أخرى، وقد ظهرت خصوصا عام 2008 على مدوّنة إلكترونية بالإنكليزيّة حيث تشاركها ملايين المتابعين على حساباتهم، بحسب ما بيّنه موقع Crowdtangle لتحليل بيانات مواقع التواصل.

كما وردت على مدونتين باكستانيّتين باللغة الإنكليزيّة هما Pakistan Defense في آذار/مارس 2010، وMade for Pakistan في آب/أغسطس 2014.

وعلى فيسبوك، حصد المنشور باللغة الأردو مئات آلاف المشاركات منذ نشره في 14 أيلول/سبتمبر 2016.

لكن الواقع أن هذه المزاعم غير صحيحة.

 

-سونيتا لم تذهب إلى القمر-

بحسب سيرتها الرسميّة على موقع وكالة الفضاء الأميركية، فإن سونيتا ويليامز أميركية ولدت في يوكليد بولاية أوهايو في 1965، في حين أن آخر رحلة مأهولة إلى القمر كانت رحلة المركبة "أبولو 17" عام 1972، بحسب الناسا.

قامت سونيتا ويليامز وفق سيرتها برحلتين إلى الفضاء، الأولى في 9 كانون الأول/ديسمبر 2006، والثانية في 14 تموز/يوليو وحتى 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وكلاهما كانتا إلى محطة الفضاء الدولية.

 

-سونيتا لم تعتنق الإسلام-

تتحدث رائدة الفضاء عن رحلتها الأخيرة وعن تراثها الهندي الذي رافقها إلى الفضاء، في مؤتمر صحافي عقدته أثناء زيارة للهند، ونشر مقطع منه على موقع قناة "إن دي تي في" التلفزيونية الهندية على يوتيوب.

تروي (في الدقيقة 1,15) أنها حملت معها إلى الفضاء تمثالا صغيرا لـ"غانيشا"، أكثر الآلهة الهندوسية عبادة في الهند، ونسخة من كتاب "بهاغافاد غيتا"، الكتاب المقدس الذي يعرض مبادئ الفكر الهندوسي، إضافة إلى كتاب تفسير لـ"الأوبانيشاد"، وهي مجموعة نصوص فلسفية تشكل جوهر العقيدة الهندوسية.

تقول سونيتا ويليامز المتحدرة من والد هندي من أتباع الديانة الهندوسية ووالدة سلوفينيّة كاثوليكيّة "إنّني أثمّن حقّا تراثي الهندي وكنت مسرورة لحمل جزء منه معي إلى الفضاء".

وتضيف "هذه أمور شخصية روحية ... التأمل قليلاً في نفسكم وحياتكم والعالم من حولكم يجعلكم ترون الأمور بصورة مختلفة".

وفي مقابلة أجرتها معها مجلّة "كونديه ناست ترافلر" عام 2010، نفت ويليامز أن تكون اعتنقت الإسلام.

وسئلت إن كانت "شائعات مفادها أنها اعتنقت الإسلام بعدما رأت أنوار مكّة والمدينة من الفضاء صحيحة"، فأجابت "لست أدري من أين انبثق ذلك. لا أقصد أنّني أمانع الأمر، ولست أفضّل ديانة على أخرى، لكنّ والدي هندوسيّ ونشأت وأنا أحاول أن أفهم معنى كريشنا ورام وسيتا (آلهة هندوس). ووالدتي مسيحيّة، وبالتالي ما معنى المسيح".

 

-الخلاصة-

سونيتا ويليامز رائدة فضاء أميركيّة من أصل هنديّ قامت برحلتين إلى محطة الفضاء الدولية وليس إلى القمر. وردت شائعات منذ حوالى عشر سنوات انطلقت بالأساس على مدوّنات إلكترونية ثمّ على مواقع التواصل الاجتماعي بالأردو والإنكليزيّة والعربية، مفادها أنّها اعتنقت الإسلام وهي في الفضاء، لكنها نفت ذلك، وقد حملت معها في رحلتها كتابين مقدسين لدى الهندوس وتمثالا لإله هندوسي.

تعديل بتاريخ 16/01/2020: إضافة منشورات من العام 2011

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا