هذا ليس أميراً خليجياً يوزّع المال في لندن

-بماذا نحقق؟-

نشرت صفحات عدة على موقع فيسبوك هذا المقطع، ويظهر فيه شاب بلباس خليجي في شارع يبدو أنه في لندن، وهو ينزل من سيارة لامبورغيني ويشرع في توزيع مغلّفات على المارّة، ويقول عبارات عدّة بصوت عال لجذب الناس منها "أنا الأمير الياسين"، "أنا أحب حيّ بريكستون"، "شكراً لحضوركم"، "لديّ هدية لكل شخص"، ثمّ يلتفت إلى أحد المارّة ويقول له "إن أردت استخدام سيارتي في أي وقت فهي لك".

وأرفق المستخدمون والصفحات مع هذا المقطع تعليقات مثل "أمير خليجي سكران يوزّع أموالاً طائلة في شارع لندني" و"يا أمّة ضحكت من جهلها الأمم"، وشاركه عشرات آلاف المستخدمين وشاهده مئات الآلاف.

Image

صورة ملتطقة من الشاشة في الثاني من أيار/مايو 2019 من موقع فيسبوك

وذهب أحد المستخدمين إلى التعليق "ونتساءل في غباء لماذا ضاعت القدس؟".

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في الثاني من أيار/مايو 2019 من موقع فيسبوك

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في فرانس برس، بدأ تداول هذا المقطع في كانون الأول/ديسمبر من العام 2015، وما زال متداولاً حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في الثاني من أيار/مايو 2019 من موقع فيسبوك

وانتشر المقطع كذلك على نطاق واسع على موقع يوتيوب ونشرت منه نسخ عدّة وجمعت عشرات آلاف المشاهدات.

-عناصر مثيرة للشكّ-

يبدأ المقطع بلقطة للسيارة وهي تسير باتجاه المكان، قبل أن يركنها سائقها فيه، بما يوحي بأن المشهدّ معدّ مسبقاً، ولم يُلتقط بشكل عفوي.

إضافة إلى ذلك، يبقى صوت الشاب ذي الزيّ الخليجي واضحاً وثابتاً رغم اقترابه وابتعاده عن الكاميرا، وهو ما يرجّح أن يكون الصوت ملتقطاً من ميكروفون مثبّت بثيابه، وليس من خلال الكاميرا أو الهاتف. ويعزّز هذا الأمر الاشتباه بأن يكون المقطع معدّاً مسبقاً، وليس عفوياً.

-من هو الأمير الياسين؟-

يقول الشاب الذي يدّعي أنه أمير خليجي، إن اسمه الأمير الياسين.

بمجرّد البحث عن هذا الاسم باللغة العربية، يقود محرّك غوغل مباشرة إلى مقاطع منشورة باللغة الإنكليزية، منها هذا المقطع نفسه، ولكن بجودة عالية.

هذا المقطع منشور في السابع عشر من كانون الأول/ديسمبر 2015 على قناة "Trollstation" المتخصصة في نشر مقاطع تمثيلية ساخرة.

وتقول القناة في خانة التعريف عنها إنها تعدّ هذه المقاطع لاستطلاع ردّ فعل الجمهور على المواقف الغريبة.

Image

التعريف عن قناة "Trollstation" على موقع يوتيوب

ومن هذه المقاطع فيديو يصوّر طفلين في زيّ عناصر شرطة يلاحقان رجلاً في الشارع وسط دهشة المارة، ومقطع يصوّر عملية سطو تمثيلية على متجر والذعر الذي أصاب روّاده، ومقطع آخر يصوّر "الأمير الياسين" وهو يوزّع النفط مجاناً في لندن.

-تحذير ثم سجن-

أثارت المقاطع التي تصوّر عمليات سطو أو أعمال عنف تمثيلية استياء السلطات، وحذّرت الشرطة معدّي البرنامج من أنهم قد يعرّضون أنفسهم لإطلاق نار من عناصر أمن قد يختلط عليهم الأمر.

وفي العام 2015، نفّذ الفريق عملية سطو تمثيلية على معرض فنّي أثارت حالة من الذعر وتدخّلت الشرطة على إثرها.

وكلّفهم هذا المقطع أحكاما بالسجن أسابيع عدّة لإدانتهم بإثارة الذعر في مكان عام.

-خلاصة-

في السابع عشر من كانون الأول/ديسمبر 2015، نشر فريق Trollstation مقطعاً تمثيلياً يؤدّي فيه شاب بريطاني دور أمير خليجي يوزّع المال والهدايا على المارّة في لندن لتصوير ردود الفعل.

بعد ذلك بأيّام، وتحديداً في الثالث والعشرين من الشهر نفسه، بحسب ما وقع عليه فريق فرانس برس، عمد مستخدمون وصفحات على مواقع التواصل باللغة العربية إلى إعادة نشر أجزاء من المقطع على أنها حقيقية وتُظهر أميراً خليجياً يوزّع المال في شوارع العاصمة البريطانية.