هذه الصور ليست لإحراق الجزائر أشجاراً على الحدود مع المغرب 

بالتزامن مع طرد الجزائر مزارعين مغاربة من بساتين نخيل عملوا فيها لأجيال في واحة فجيج المعزولة على الحدود الجزائرية، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ادعى ناشروها أنها لإحراق الجيش الجزائري أشجار النخيل هناك. إلا أن الادعاء خطأ والصور قديمة لا علاقة لها بأحداث واحة الفجيج.

يضم المنشور صوراً لحرائق مندلعة بين أشجار نخيل. 

ومما جاء في التعليق المرافق للصور أن الجيش الجزائري: "قام بحرق أشجار النخيل التي كان ينتفع بها المزارعون المغاربة في منطقة العرجة التابعة للتراب الجزائري ظلماً وعدواناً".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 22 آذار/مارس 2021 عن موقع فيسبوك

بدأ انتشار الصور بهذا السياق بالتزامن مع طرد الجزائر في الأيام الماضية مزارعين من بساتين نخيل عملوا فيها لأجيال في واحة فجيج المعزولة على الحدود الجزائرية.

ففي العام 1994، وبعد إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر، سمحت الجزائر لبعض المقيمين في بلدة فجيج (فكيك) المغربية الحدودية بالعبور نحو بساتين العرجة التي يسميها الجزائريون واحة العرودة. 

ولكن في الأيام الماضية ألغت الجزائر هذا الحقّ ونشرت جنودا لتنفيذ قرارها. 

وبرّرت الجزائر خطوتها الأخيرة بعدم التزام المزارعين بالقواعد المتفق عليها، وبنشاط عصابات تهريب مخدرات في المنطقة. لكنّ سكان فجيج يرفضون تلك التبريرات بشدّة. 

ويتزامن الطرد مع تصاعد التوتر بين البلدين في الأشهر الأخيرة على خلفية ملف الصحراء الغربية المتنازع عليها. 

فالمغرب يعتبر الصحراء الغربية جزءاً من المملكة، وهو موقف أقرته واشنطن في آخر أيام إدارة دونالد ترامب. 

في المقابل، تدعم الجزائر جبهة بوليساريو الساعية لاستقلال الصحراء. 

صور قديمة

إلا أن الصور المتداولة على أنها لحرق أشجار النخيل قديمة ولا علاقة لها بالتطورات الاخيرة.

فلقد أرشد التفتيش عن الصورة الأولى إلى أنها منشورة في نيسان/أبريل 2020 على أنها لحرائق أشجار نخيل في إقليم زاكورة جنوب شرق المغرب.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 22 آذار/مارس 2021

الصورة الثانية هي الأخرى منشورة  في آب/أغسطس 2020 في سياق الحديث عن حريق شبّ بواحة النخيل في إقليم الرشيدية جنوب شرق المغرب.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 22 آذار/مارس 2021

أما الصورة الثالثة فمنشورة في نيسان/أبريل 2020 (1، 2) للحديث عن حريق أتى على حوالى 200 شجرة نخيل في إقليم زاكورة أيضاً وتسبب بخسائر ماديّة كبيرة، وساهم في انتشاره عاصفة رملية ضربت المنطقة وقتذاك.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 22 آذار/مارس 2021

ومجرّد نشر هذه الصور قبل أشهر ينفي أن يكون لها علاقة بالتطورات الأخيرة على الحدود.
 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا