​تونس لم تشرّع زواج المثليّين

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية أن تونس أصبحت أول دولة عربيّة تشرّع زواج شخصين من الجنس نفسه. لكن هذا الادّعاء خطأ، فقوانين هذا البلد ما زالت تجرّم المثليّة الجنسيّة.

جاء في المنشور الذي شاركه آلاف المستخدمين على موقع فيسبوك "أصبحت تونس للتوّ أول دولة عربيّة تعترف بالزواج من نفس الجنس".

وأرفق هذا المنشور لدى الكثير من ناشريه مع صورة تُظهر خمسة أشخاص في تظاهرة يرفع أربعة منهم العلم الملوّن بألوان قوس قزح، والذي يتّخذه المثليّون والمتحوّلون جنسيّاً رمزاً لهم، في ما يوحي بأن هؤلاء يشاركون في تظاهرة احتفالاً بهذا القرار.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في العاشر من حزيران/يونيو 2020 من موقع فيسبوك

وظهر هذا الخبر أيضاً على موقع تويتر بصيغ مختلفة، لكن المعنى واحد، وهو أن تونس شرّعت زواج المثليين للمرّة الأولى في العالم العربي. 

أثار الخبر تعليقات متباينة بين قلّة رحّبت بهذا "القرار" على أنه يعزّز حريّة الفرد، وبين أكثريّة هاجمته لأنه مناقض للقيم الدينية والاجتماعية في تونس والمنطقة. 

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ انتشار هذا الخبر على مواقع التواصل باللغة العربية في السادس من حزيران/يونيو الجاري على الأقلّ.

خبر مماثل قبل أسابيع

لكن خبراً مماثلاً سبق أن ظهر في نيسان/أبريل الماضي مفاده أن زواجاً بين شابّين عُقد في فرنسا عادت تونس واعترفت به. 

وبحسب ما جاء في هذا الموقع نقلاً عن جمعية "شمس" المعنيّة بحقوق الأقليّات الجنسيّة، "هذه أول مرّة يتمّ الاعتراف بزواج مثليّ في العالم العربي". وقد شارك هذا الخبر أكثر من 1600 مستخدم لفيسبوك، بحسب ما أظهر موقع Crowdtangle المتخصّص في تحليل بيانات مواقع التواصل الاجتماعي.

تونس لم تشرّع زواج المثليين

لكن تونس لم تشرّع زواج المثليين. وهي وإن كانت تحظى بقوانين متقدّمة على صعيد الحقوق والحريات الشخصية مقارنة بالكثير من دول المنطقة، إلا أن المثليّة الجنسيّة ما زالت جرماً تعاقب عليه قوانينها.

وبحسب صحافيي مكتب وكالة فرانس برس في تونس، يعود السبب في انتشار هذا الخبر الخطأ إلى "تصريحات مبالغ فيها" صدرت عن نشطاء حقوقيين في أواخر نيسان/أبريل، حين سُجل في تونس عن طريق الخطأ زواج مثليّ عُقد في فرنسا بين شاب تونسيّ وآخر فرنسيّ.

وأوردت منظمة شمس أن الشاب التونسي لم يطلب تسجيل الزواج، بل أن السلطات التونسية المحليّة تلقت مراسلة من السلطات الفرنسية تتعلق بهذا الزواج في آذار/مارس الفائت، وقامت بتسجيله تلقائياً بالرغم من أنه غير معترف بذلك في تونس.

وقال مصدر في وزارة الشؤون المحلية في تونس لوكالة فرانس برس إن عمليات تدقيق في خصوص مسألة تسجيل الزواج جارية وهي ليست المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك فقد تم تسجيل قران "بالخطأ قبل عامين في بلدية تونس ثم ألغي سريعاً".

وبعدما سُجّل زواج الشابين الفرنسي والتونسي في تونس تلقائياً بعد تلقّي مستنداته من فرنسا، ومن دون تدقيق، طلب الشاب التونسيّ حذف الزواج من أوراقه الرسميّة، لما يشكّله عليه من خطر، بحسب السفارة الفرنسية في تونس.

وبحسب "الجمعية التونسية للدفاع عن الحريات الفردية"، يعتبر تسجيل الزواج لاغياً بطبيعته لأنه يتعارض مع القانون التونسي.

ويقول وحيد الفرشيسي رئيس الجمعية "لا نزال نصارع من أجل رفع تجريم" المثلية الجنسية، مذكّرًا بأن القانون يعاقب على المثلية الجنسية في تونس بالسجن ويتعرّض أشخاص يشتبه في إنهم مثليون للتوقيف لدى السلطات.

ما هي الصورة المرفقة في المنشور؟

أما الصورة المرفقة بالمنشور فهي ملتقطة من تظاهرة جرت في الرابع عشر من كانون الثاني/يناير 2016، في الذكرى الخامسة للثورة على نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وشاركت فيها مجموعات وأحزاب من اتجاهات شتّى، من بينها مجموعات للمثليين.

ويمكن مشاهدة الأشخاص الخمسة الظاهرين في الصورة، في هذه المشاهد التي التقطها مصوّر لوكالة فرانس برس في تونس.

Image

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا