كلا، هذا الفيديو ليس لأموال مختلسة استردّت في البرازيل

يتداول مستخدمون لموقع فيسبوك مقطع فيديو يدّعي ناشروه أنه يظهر عرض أموال مختلسة استردت من سياسيين في البرازيل. إلا أن هذا الادعاء خاطئ والأموال المكدسة زائفة ووضعت في أحد شوارع مدينة كوريتيبا تسويقا لفيلم بوليسي يتناول إحدى أكبر فضائح الفساد في البلاد.

استعادة الأموال المختلسة!

يُظهر الفيديو المتداول رزما من الأوراق النقديّة مكدّسة على شكل أعمدة مغلّفة بغطاء بلاستيكيّ، علقت على كلّ منها لوحة تحمل رقما وعبارة، فيما يقف أمامها أشخاص يصوّرون الأموال بهواتفهم.

بدأ تداول هذا الفيديو، بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، في خريف 2018 تحت عنوان "البرازيل تعرض أكثر من ملياري دولار في الشارع استرجعت من سياسيين اختلسوها". وشاركه منذ ذلك الحين وبالصيغة عينها عشرات الآلاف، وحظي على هذه الصفحة وحدها بأكثر من 46 ألف مشاركة.

تسويق لفيلم بوليسي!

بعد تقطيع الفيديو إلى صور ثابتة باستخدام موقع "Invid"، أرشد البحث عن كل صورة على حدة إلى مقالات باللغة البرتغالية (1، 2، …) تعرض الصور عينها للأموال المكدسة. وقد أرفقت إحدى الصور التي التقطها مصور رويترز في 28 آب أغسطس 2017 بالتعليق: "أوراق نقدية مزوّرة معروضة في كوريتيبا للترويج لفيلم "الشرطة الفدرالية: القانون يطبق على الجميع" (Polícia Federal a Lei é Para Todos). وبدأ عرض الفيلم المقتبس عن التحقيق الشهير في البرازيل المعروف باسم "لافا جاتو" (الغسيل السريع) في صالات البرازيل في 7 ايلول/سبتمبر 2017.
 

ولدى الاطلاع على الصفحة الرسمية الخاصة بهذا الفيلم على فيسبوك، تم العثورعلى ألبوم يضم صور الأوراق النقديّة مع اللافتات عينها كما تظهر في مقطع الفيديو المتداول خارج نطاقه على فيسبوك.

وأرفقت الصور بتعليق باللغة البرتغالية يصف مشهد النقود ليدعو في النهاية إلى مشاهدة الفيلم "لفهم وقائع أكبر عملية مكافحة فساد في العالم"، في إشارة إلى عملية "لافا جاتو".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 عن موقع فيسبوك

 ما هي عملية "لافا جاتو"؟

بدأ التحقيق الجنائي البرازيلي المعروف بعملية "لافا جاتو" (الغسيل السريع) في 17 آذار/ مارس 2014، وتناول  أكبر فضيحة رشوة في تاريخ البلاد. وفي سياقه، تم التدقيق في عقود منحتها مجموعة "بتروبراس" العامة للنفط وطالت كل الأحزاب السياسية. وشمل التحقيق شبكة تضم أكثر من 20 مؤسسة من بينها، إلى بتروبراس، مجموعة البناء البرازيلية "أودربرخت".

وأدين في سياق التحقيق أكثر من 150 سياسيا من بينهم الرئيس الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بالإضافة إلى رجال أعمال. وتمكنت البرازيل على الإثر من استرداد جزء من الأموال، ولا تزال الدعاوى مستمرة.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا