هذا الفيديو لا يصوّر بقايا رجل أراد تفجير الكعبة

تداول عشرات آلاف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية مقطعاً مصوّراً في الحرم المكّي على أنه يظهر بقايا رَجلٍ أراد أن يفجّر الكعبة، لكنّه في الحقيقة لدماء شخص أصيب في حالة تدافع.

 

-بماذا نحقق؟-

يُظهر الفيديو بقعة من الدم على الأرض في الحرم المكيّ ويتحلّق حولها عدد من الحجاج أو المعتمرين وعناصر الأمن، وقد نشرته صفحات على موقع فيسبوك بعنوان "يقال إن مهمته كانت تدمير الكعبة. كان محشوًا بالمتفجرات ، لكن عندما وصل بجوار الكعبة ذاب مثل الرمال. فالله أكبر. موضوع مهم لعامة المسلمين".

وحصل المقطع من هذه الصفحة على أكثر من 48 ألف مشاركة ومليونين و500 ألف مشاهدة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الأول من آب/أغسطس 2019 من موقع فيسبوك

وحصد من هذه الصفحة أكثر من ثلاثين ألف مشاركة وحوالى مليوني مشاهدة.

ونشر على صفحات كثيرة أخرى جمع منها آلاف المشاركات ومئات آلاف المشاهدات، وجمع آلاف المشاهدات على موقع يوتيوب.

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ انتشار المقطع في هذا السياق في مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2017.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 31 تموز/يوليو 2019 من موقع فيسبوك

ونُشر في 30 أيلول/سبتمبر 2017 على أنه يصوّر ظهور دم في الحرم المكّي في ذكرى معركة كربلاء التي قُتل فيها الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد النبي محمّد.

 

- سياق نشر المقطع-

قبل ذلك بأشهر، وتحديداً في الثالث والعشرين من حزيران/يونيو 2017، أعلنت السلطات السعودية أنها أحبطت عملية كانت تستهدف الحرم المكّي في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان وأن أحد المشاركين فيها فجّر نفسه في منزل قرب الحرم.

وفي شباط/فبراير من العام 2017، ظهر مقطع مصوّر قال ناشره إنه لرجل حاول إضرام النار في الكعبة.

لكن السلطات السعودية نفت ذلك، وقالت إن الرجل كان يحاول الانتحار حرقاً.

-ماذا يقول مصوّر الفيديو؟-

يُسمع في المقطع صوت رجل يتحدّث بلغة الأوردو. وبحسب الترجمة التي وفّرها صحافيو مكتب إسلام آباد في وكالة فرانس برس، فإن الرجل لا يأتي على ذكر شخص كان يحاول تفجير الكعبة، بل يتحدّث عن حادث وقع أثناء محاولة البعض الوصول إلى الحجر الأسود وسط الزحام.

ويقول الرجل صاحب الصوت "كما ترون، في هذه اللحظات، أثناء تقبيل الحجر الأسود (كلمات غير مفهومة) وقع حادث كبير..لا ينبغي أن يحاول أحد تقبيل الحجر الأسود في وقت الزحام..لقد وقع حادث كبير للتوّ، مطلوب منكم كلّكم ألا تبذلوا جهداً كبيراً، لا تحاولوا أن تقبّلوا الحجر الأسود..إنه وقت صعب".

وكثيراً ما يحصل ازدحام كبير وتدافع للوصول إلى الحجر الأسود كما يُظهر هذا المقطع، علماّ أن لمسه أو تقبيله ليس من فرائض الحجّ.

 

أما المقطع الثاني، فتُسمع فيه أصوات أشخاص عدّة يتحاورون "ابتعدوا، ابقوا بعيدا، صبّوا الماء أولاً، لا تتوقّف أيها الحاج….لقد أصيب في قدمه... كان ممدداً على الأرض.. رأيته، لقد أخذوه.. ربطوا شيئاً حول قدمه..حمله رجل وذهب به...هل أتممت العمرة؟ انتبه، إن مسّ الدم ثوب الإحرام فهذه مشكلة".

وفي الدقيقة 2,22 يُسمع في الخلفية صوت رجل يستوضح بلهجة مصريّة قائلاً "ماذا جرى له؟ كيف وقع؟ أم هناك من ضربه أم ماذا؟".

وقد نشر هذا المقطع في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2017، أي قبل 19 يوماً على ظهور المقطع المتداول في سياق غير صحيح.

-السلطات السعودية-

علّقت السلطات السعودية على الشائعة، قائلة إن شخصاً خمسينياً من جنسيّة إفريقية تعرّض لإصابة إثر وقوعه على الأرض، ونقل إلى المستشفى، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.

وتتوافق هذه الرواية مع ما يقوله مصوّرو المقاطع والكلام المسموع فيها، من حيث عدم وجود هجوم أو أعمال عنف، ولو أن التصريح الرسمي لا يأتي على ذكر الازدحام والتدافع عند الحجر الأسود، وهما سبب الإصابة بحسب المقاطع.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا