هذه الصورة للكعبة مركّبة

 

-بماذا نحقق؟-

تُظهر الصورة الكعبة مع فتحة كبيرة توازي أكثر من ثلاثة أرباع الجدار، ويبدو منها داخلها الذي ترتفع فيه ثلاثة أعمدة خشبية.

وحصدت الصورة على هذه الصفحة وحدها أكثر من ثلاثين ألف مشاركة.

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ انتشار هذه الصورة في هذا السياق في الثالث والعشرين من أيار/مايو 2019.

وقد تناقلتها صفحات عدّة شاركها منها عشرات آلاف المستخدمين، وما زالت متداولة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

وفيما أعرب عدد كبير من المستخدمين عن إيمانهم وتأثرهم، شكّك آخرون في صحّة هذه الصورة.

-هل باب الكعبة بهذا الاتساع؟-

يوضح الموقع الإلكتروني الرسمي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي السعودية أن عرض الجدار الذي يوجد فيه الباب 11 مترا و68 سنتيمتراً.

أما عرض الباب نفسه فيبلغ 171 سنتيمتراً.

وعلى هذا، فإن فتحة الباب تحتل ما يقارب عُشر عرض الجدار، ومن غير المنطقي بالتالي أن تكون فتحة الباب بالحجم الذي تُظهره الصورة.

 

-صور أخرى لباب الكعبة-

تظهر صورة على الموقع الإلكتروني للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي باب الكعبة، وهو أصغر بكثير مما يبدو في الصورة المتداولة على صفحات مواقع التواصل في الآونة الأخيرة.

وكذلك هو الحال في هذه الصورة التي وزّعتها وكالة فرانس في 31 أيار/مايو 2019.

وأيضاً هذا المقطع المصوّر الذي وزّعته القناة الرسمية لرئاسة شؤون الحرمين.

 

-هل للكعبة باب آخر؟-

ليس للكعبة سوى باب واحد هو الذي يُفتح للولوج إلى داخلها وهو موجود في الجدار الشرقي، أما الجدران الثلاثة الباقية فهي من دون أبواب، ما عدا باباً داخلياً يسمّى "باب التوبة" يؤدي إلى سطحها وليس إلى خارجها.

وتُظهر هذه الصور المتوفرة على خدمة خرائط غوغل الجدران الأربعة للكعبة وفيها جدار واحد فيه باب.

هنا الجدار الشرقي وفيه الباب، وهنا يبدو الجدار الشمالي وفيه ميزاب الكعبة في الأعلى، وهنا الجدار الغربي، وهنا الجدار الجنوبي.

 

-من أين أتت الصورة المتداولة؟-

أرشد التفتيش عن الصورة المتداولة، باستخدام محرّكات البحث، إلى مواقع نشرت معلومات تفصيلية عمّا في داخل الكعبة مثل هذا الموقع وهذا، وقد استخدمت هذه الصورة نفسها ولكن على أنها صورة بيانية وليس صورة حقيقية، أي أن الجدار اقتطع منها لتوضيح ما في الداخل.

أما الصورة الأصلية التي عُدّلت لتصبح صورة بيانية فقد التقطها مصوّر لوكالة "إيه بي" عام 2013، وما زالت منشورة على موقع الوكالة.

وقد اقتطع منها جزء كبير من الجدار الشرقي لتلصق مكانه صورة لداخل الكعبة تشبه الصور الملتقطة من داخلها فعلا.

 

-خلاصة-

التقط مصوّر لوكالة "إيه بي" صورة عامة للكعبة من ناحية الجدار الشرقي في العام 2013، بعد ذلك بسنوات عمدت مواقع إلى تعديل هذه الصورة ولصق صورة لداخل الكعبة لجعلها صورة بيانية توضح ما في داخلها. واعتباراً من أيار/مايو الماضي بدأ انتشار هذه الصورة على أنها صورة حقيقة تظهر لحظة فتح باب الكعبة.