الحكومة العراقية لم تّتخذ قراراً بإزالة صور المسؤولين الإيرانيين من الشوارع والساحات

بعد أيام على توقيف السلطات العراقية لأوّل مرّة عناصر من فصيل مسلّح موال لإيران، انتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي قرار منسوب لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بإزالة صور المسؤولين الإيرانيين من الساحات والشوارع، وأرفق هذا الخبر بصورة رافعة تحمل صورة لمؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله الخميني، في ما يوحي بأنها تزيلها من مكانها. لكنّ هذا الخبر غير صحيح والصورة ملتقطة في سياق مختلف تماماً.

جاء في هذا المنشور أن رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي أمر بإزالة صور مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي وقائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي قضى في غارة أميركية في كانون الثاني/يناير الماضي.

وأرفق الخبر بصورة تظهر فيها رافعة تحمل صورة لمؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني، في ما يوحي بأنها تنفّذ القرار.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 29 حزيران/يونيو 2020 من موقع فيسوك

 

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهر هذا الخبر بهذه الصيغة في السادس والعشرين من حزيران/يونيو، وشاركه آلاف المستخدمين على مواقع فيسبوك وتويتر وإنستاغرام.

توقيف موالين لإيران في العراق

يأتي ظهور هذا الخبر فيما تواصل السلطات العراقية التحقيق مع مسلّحين موالين لإيران أوقفتهم الجمعة في 26 حزيران/يونيو الجاري في بغداد، في سابقة قد تمهّد لمواجهة سياسية أو حتّى عسكرية في العراق، الواقع ضحيّة للنزاع بين واشنطن وطهران.

وتتهم السلطات العراقية الموقوفين البالغ عددهم 14 بتنفيذ هجمات على منشآت عراقية تستضيف جنوداً أجانب أو دبلوماسيين، إضافة إلى السفارة الأميركية في بغداد.

وقال مصدر حكومي ومسؤولان أمنيان لفرانس برس إن الموقوفين ينتمون إلى فصيل كتائب حزب الله الموالي لإيران.

ويبدو أن الحكومة العراقية الجديدة التي استلمت السلطة قبل نحو شهرين ترغب في اعتماد سياسة حازمة، بعدما كانت الحكومات السابقة تكتفي ببيانات شجب خجولة إزاء الهجمات على المصالح الأميركية.

وبهذه الخطوة غير المسبوقة ضد فصيل كان يعتقد أنه لا يمكن المساس به، "استعاد الكاظمي شعبيته التي استنزفها بالقرارات الاقتصادية الأخيرة" ضمن سياسة التقشف، بحسب ما قال المحلل السياسي هشام الهاشمي لفرانس برس.

هل أصدرت بغداد قراراً بإزالة صور المسؤولين الإيرانيين؟

لكن الخبر عن إصدار الحكومة العراقية قراراً بإزالة صور المسؤولين الإيرانيين من الشوارع والساحات هو خبر غير صحيح.

فبحسب صحافيي مكتب بغداد في وكالة فرانس برس "لم يصدر عن رئيس الحكومة العراقية أي قرار حول إزالة صور خامنئي وسليماني من ساحات العراق وشوارعه"، ولم تنقل أي من وسائل الإعلام المحليّة خبراً من هذا النوع.

حقيقة الصورة المرفقة بالمنشور

أمّا الصورة المرفقة بالمنشور، فقد أظهر التفتيش عنها باستخدام محرّكات البحث أنها تعود إلى العام 2015.

وقد نشرت حينها مع أخبار ومنشورات عن تسمية شارع مطار مدينة النجف باسم شارع الخميني.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا