هذه الصور والفيديو لا تُظهر الجيش الفرنسي يقوم بتهريب الذهب من مالي
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 7 نوفمبر 2019 الساعة 12:15
- اريخ التحديث 10 نوفمبر 2019 الساعة 16:44
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 4 دقيقة
- إعداد: Anne-Sophie FAIVRE LE CADRE, خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
عسكريون في حفرة مع صناديق ذهب
يقول أحد المنشورات المتداولة باللغة العربية "تمتلك فرنسا خامس أكبر احتياطي من الذهب في العالم، رغم عدم وجود مناجم ذهب على أرضها. بينما لا تمتلك دولة مالي التي تحتلها فرنسا أي احتياطي من الذهب، رغم أنه يوجد فيها المئات من مناجم الذهب !!! هذه الصورة تبيّن مِن أين جاءت فرنسا بكل هذا الذهب".
وأرفق المنشور بمجموعة صور يظهر في أحدها عسكريون في قعر حفرة يخرجون منها صناديق يوحي المنشور بأنها تحتوي على ذهب مستخرج من الأرض.
وشارك هذا المنشور عشرات المستخدمين على الأقل باللغة العربية، بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس.
وانتشر المنشور نفسه باللغة الفرنسية وتناقله مئات المستخدمين.
تمكن فريق تقصّي صّحة الأخبار من رصد ظهور المنشور لأول مرّة على فيسبوك في تشرين الأول/أكتوبر 2019.
ما هي مهمّة الجيش الفرنسي في مالي؟
شهدت مالي في 17 كانون الثاني/يناير 2012 هجوما شنته مجموعات جهادية على صلة بتنظيم القاعدة ومتمردو الطوارق من "الحركة الوطنية لتحرير أزواد"، وسقط الشمال بعد هزيمة الجيش أمام التمرد الذي شكل الطوارق عموده الفقري، إذ تحالفوا في البداية مع هذه المجموعات التي ما لبثت أن طردتهم.
وترافق الهجوم مع العديد من الانتهاكات والفظاعات.
في 11 كانون الثاني/يناير 2013، أطلقت فرنسا عملية "سرفال" لوقف تقدم الجهاديين الذين أخلوا بعد ثلاثة أيام مدن الشمال الكبرى.
وفي الأول من آب/أغسطس حلت محل "سرفال" عملية "برخان" المكلفة محاربة المتطرفين الإسلاميين. بدأت العملية بمشاركة ثلاثة آلاف جندي فرنسي قبل أن يرتفع عددهم إلى 4500 عسكري، ولا يقتصر انتشارهم على المستعمرة الفرنسية السابقة، بل يشمل خمس دول في منطقة الساحل هي أيضا النيجر وبوركينا فاسو وتشاد وموريتانيا.
كذلك أرسلت الأمم المتحدة في الأول من تموز/يوليو من السنة ذاتها قوة "مينوسما" لإحلال الاستقرار في مالي.
ولا تزال مناطق كاملة في مالي خارجة عن سيطرة القوات المالية والفرنسية والدولية، وهي تشهد دورياً هجمات دموية امتدت في السنوات الأخيرة إلى وسط مالي وجنوبها وأيضاً إلى بوركينا فاسو والنيجر المحاذيتين.
مصدر الصورة موقع وزارة الدفاع الفرنسية
الواقع أن الصورة ليست ملتقطة في مالي. وأرشد التفتيش عنها باستخدام محرّكات البحث إلى الصورة الأصلية منشورة على موقع وزارة الدفاع الفرنسية، ويعود تاريخها إلى العاشر من شباط/فبراير من العام 2014، أي قبل خمس سنوات على تداولها في هذا السياق المضلل. والتقطت الصورة أثناء العملية العسكرية الفرنسية في جمهورية إفريقيا الوسطى، ويمكن الاطلاع عليها من هذا الرابط.
وباشرت فرنسا في كانون الاول/ديسمبر 2013 عملية "سانغاريس" العسكرية في إفريقيا الوسطى بهدف حفظ السلام في هذا البلد ووقف المجازر التي كان يشهدها وسط حرب أهلية اندلعت بعد الإطاحة بالرئيس السابق فرنسوا بوزيزيه.
وأسفرت هذه العملية عن "ضبط أكثر من 750 كيلوغراماً من الذخائر أثناء تجريد المجموعات المسلّحة من سلاحها والعثور على مخابئ للأسلحة"، بحسب وزارة الدفاع الفرنسية.
وأنهت فرنسا في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2016 عملية "سانغاريس" معلنة نجاحها رغم أنها لم تتمكن من القضاء على العصابات المسلحة التي تبث الرعب بين السكان، كما لم تنجح في فرض الاستقرار في أحد أفقر بلدان العالم.
ويمكن مشاهدة صور أخرى عن هذه العملية على موقع وكالة "غيتي".
عمّال مناجم أفارقة وجنود فرنسيون
كذلك نُشر المضمون نفسه مرفقاً بصورتين، يظهر في إحداها من يبدو أنهم عمال مناجم أفارقة، وفي الثانية جنود فرنسيون على مقربة من طائرة مروحيّة، بما يوحي أن الجنود الفرنسيين يشرفون على أعمال تنقيب عن الذهب في مالي.
ونال هذا المنشور مئات المشاركات على الأقل.
وجاء فيه "قوات الإحتلال الفرنسي تستخرج الذهب في دولة مالي المسلمة ، وترسله إلى فرنسا. (نهب علني لثروات هذا الشعب الفقير)".
أين التقطت صورتا المنجم والجنود؟
لكن التفتيش على صورة عمال المنجم باستخدام محركات البحث أرشد إلى الصورة الأصلية منشورة على موقع وكالة "غيتي"، وهي ملتقطة في منجم نداسيما في إفريقيا الوسطى. ولا علاقة لها بمالي.
أما صورة الجنود الفرنسيين فوزّعتها وكالة فرانس برس في كانون الثاني/يناير من العام 2015، أي قبل أربع سنوات على تداولها في سياق مضلّل، وهي تًظهر جنوداً في قاعدة عسكرية في غاو شمال مالي. ويمكن الاطلاع عليها من هذا الرابط على موقع الوكالة.
الجمارك في مالي تضبط تهريب ذهب لحساب فرنسا؟
في منتصف آب/أغسطس 2019، ظهر على مواقع التواصل مقطع مصوّر قال ناشروه إنه يُظهر ضبط الجمارك في مالي سبائك من الذهب لحساب فرنسا.
ويظهر في الفيديو رجال يفتحون صناديق بداخلها سبائك من الذهب.
وجاء في منشور مرفق بالفيديو "جمارك دولة مالي وبحضور مراقبين أمميين ووسائل إعلام تحبط عملية لتهريب الذهب من طرف الجيش الفرنسي الذي كان يدعي بأنه ينقل أسلحة بأوامر الإليزيه".
وشارك المنشور من هذا الحساب وحده أكثر من عشرة آلاف مستخدم.
ونُشر المقطع نفسه على موقع يوتيوب.
لكن هذا الفيديو في الحقيقة ملتقط في غانا وليس في مالي ولا علاقة له بالجيش الفرنسي، بحسب ما أظهر تحقيق أجراه فريق "مراقبو فرانس 24" استند على عناصر مثل الصحيفة الغانيّة في يد أحد المراقبين واسم الشركة التجارية المعنيّة بالقضيّة والظاهرة على ورقة يحملها مراقب آخر.
وأوضح الفريق بعد التحقيق أن الفيديو يظهر في الحقيقية عملية عادية للكشف على حمولة من المعادن قبل بيعها، وهو ما أوضحه الرجل الذي يتكلم في الفيديو وكأنه يعطي تعليمات، وقد عثر عليه الفريق واتصل به هاتفيا، وهو محام اسمه رينيه فيريتشيا.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا