قصة "مؤثّرة" عن تعامل شيخ ليبي مع الاستعمار الإيطالي ليست سوى من خيال مؤلّفيها
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 18 يناير 2022 الساعة 15:17
- اريخ التحديث 18 يناير 2022 الساعة 15:24
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 2 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
جاء في المنشورات أن السلطات الإيطاليّة "أرغمت علماء ليبيا وأعيانها على حضور مراسم" دفن "حاكم ليبيا الإيطاليّ المحتلّ بيترو بادوليو"، وكان من بين الحضور شيخ قرّاء ليبيا مختار حوريّة.
وبحسب القصة التي توردها المنشورات، أرغم الإيطاليون الشيخ على قراءة القرآن على المسؤول المتوفّى، فقرأ عليه آيات من سورة "الحاقّة" تتوعّد الظالمين بالعذاب.
وحصدت هذه المنشورات مئات المشاركات وآلاف التفاعلات على مواقع فيسبوك وتويتر وإنستغرام.
من هو الشيخ مختار حورية؟
هو رجل دين ليبيّ مسلم ومدرّس، ولد في طرابلس عام 1888، وتوفّي في العام 1951، بحسب ما تذكر المصادر المتوفّرة على شبكة الإنترنت". وقد أيّد هذه المعلومات الكاتب الليبي الراحل مصطفى المصراتي الذي ذكر في كتابه "نماذج في الظلّ" أنه التقى به مراراً قبل وفاته التي حددها في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر من العام 1951.
من هو المسؤول الإيطالي المذكور في المنشور؟
هو قائد عسكريّ وسياسيّ إيطاليّ ولد عام 1871. وبحسب دائرة المعارف البريطانيّة، عُيّن حاكماً عسكريّاً لليبيا بين العامين 1928 و1934 ثم انتقل لتولّي مهمات في إثيوبيا وحصل على لقب دوق أديس أبابا.
وفي العام 1944، تقاعد عن العمل العام وأقام في بيته العائليّ في الشمال الإيطاليّ.
عناصر تدحض ما جاء في المنشور
بحسب تقرير نشرته وكالة فرانس برس قبل نحو ستين عاماً، توفّي بيترو بادوليو في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1956 عن أربعة وثمانين عاماً في إيطاليا لا في ليبيا، جرّاء إصابته بأزمة قلبيّة.
وبهذا يكون هذا المسؤول السياسي والعسكريّ الإيطاليّ توفّي بعد خمس سنوات على وفاة الشيخ مختار حورية، ما يدحض أن يكون الشيخ قرأ عليه آيات من القرآن عند وفاته، مثلما ادّعت المنشورات المختلقة.
قصص مشابهة على مواقع التواصل ومواقع إلكترونيّة
وأثناء إعداد هذا التقرير، وقع صحافيو فرانس برس على قصة مشابهة نشرتها حسابات وصفحات على مواقع التواصل إضافة إلى مواقع إلكترونيّة، لكن القصّة أبدلت الضابط الإيطالي بموسوليني نفسه.
لكن بينيتو موسوليني قُتل في العام 1945، ولم تكن ليبيا آنذاك تحت سيطرة الإيطاليين بل الحلفاء (البريطانيين والفرنسيين تحديداً) الأمر الذي يدحض هذا الادّعاء أيضاً.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا