المنشورات المتداولة عن تمثال لـ"إله الدمار" الهندوسي في مقرّ منظمة الصحّة العالمية من خيال مروّجيها

يظهر في الصور المتداولة تمثال يشبه تماثيل آلهة الهند في غرفة فيها علم الأمم المتحدة، أو بين أشخاص مجتمعين من بينهم رئيس منظّمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس.

وتضمّنت المنشورات "معلومات" غرائبيّة، منها أن هذا التمثال يجسّد "إله القتل والدمار" الهندوسي، وأن منظّمة الصحّة تروّج لعبادة الأوثان أو تسعى لتدمير العالم.

وكتبت بعض الحسابات "إله الدمار الهندوسي في أحد اجتماعات منظّمة الصحّة العالمية، هل هذه المنظّمة منظمّة دمار عالمية؟".

وحصدت هذه المنشورات آلاف التفاعلات على موقعي فيسبوك وتويتر، وهي تندرج ضمن المنشورات المؤيّدة لنظرية المؤامرة حول منشأ فيروس كورونا أو حول اللقاحات المضادّة له.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 28 كانون الأول/ديسمبر 2021 من موقع فيسبوك

أخطاء في المنشورات

تضمّنت هذه المنشورات أخطاء يختلف عددها باختلاف المنشورات.

إله الدمار؟

قالت المنشورات إن التمثال الظاهر في الصورة يجسّد "إله الدمار والقتل" الهندوسي.

لكن إله الدمار في بعض المعتقدات الهندوسية لا يشبه التمثال الظاهر في الصورة.

وفي ما يلي صورة التقطها مصوّر لوكالة فرانس برس لتمثال يجسّد إله الدمار.

Image

كاهن هندي أمام تمثال يجسّد "إله الدمار" في المعتقدات الهندوسية في 24 شباط/فبراير 2021 ( أف ب / أرون سنكار)

ماذا يجسّد التمثال الظاهر في المنشورات إذاً؟

يجسّد هذا التمثال الإله ناتاراجا، وهو ليس إله الدمار مثلما ادّعت المنشورات المضلّلة، بل هو إله الرقص في المعتقدات الهندوسية.

وفي ما يلي صورة التقطها مصوّر لوكالة فرانس برس في نيودلهي تُظهر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى جانب تمثال إله الرقص ناتاراجا.

Image

رئيس الوزراء الهندي برفقة نظيره الأسترالي طوني أبوت أمام تمثال يجسّد "إله الرقص" في نيودلهي في الخامس من أيلول/سببتمبر 2014 ( أف ب / براكاش سينغ)

هل يوجد تمثال ناتاراجا في مقرّ منظمة الصحة؟

نعم، ولكن التمثال موجود في غرفة الهند في مقر منظّمة الصحة العالمية، وليس رمزاً للمنظّمة مثلما توحي المنشورات المضلّلة.

وسبق أن نشرت صورة تُظهر تمثال ناتاراجا في هذه الغرفة على حساب البعثة الهندية للأمم المتحدة في جنيف.

ووفقاً لوثائق منظّمة الصحّة العالمية، ولاسيما وثيقة تعود إلى العام 1975، أهدت الهند هذا التمثال البرونزي للمنظمة في ذاك العام على إثر السيطرة على وباء الجدري.