هذا الفيديو لا يصوّر تظاهرة ضدّ التطبيع في المغرب بل احتجاج مطلبي

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يدّعي ناشروه أنّه يصوّر تظاهرة في المغرب رفضاً للتطبيع مع إسرائيل. صحيح أن تظاهرات واعتصامات عدّة جرت في المغرب في الأيام الماضية تضامناً مع الفلسطينيين، إلا أنّ هذا الفيديو تحديداً يعود لتظاهرة نظّمت قبل أيام في فاس احتجاجاً على شروط الترشّح لمباريات التعليم.

يبدو في الفيديو حشد من الناس يتقدّمون في شارع. ويُسمع في الخلفيّة نشيد مشجعي نادي اتحاد طنجة لكرة القدم.

وكتب في التعليق المرافق للفيديو "في مشهد مهيب .. مظاهرات حاشدة في المغرب رفضاً للتطبيع مع إسرائيل".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 2 كانون الأول/ديسمبر 2021 عن موقع تويتر

حصد الفيديو آلاف التفاعلات على فيسبوك وتويتر وانتشر على نطاق واسع منذ بدء تداوله في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

يأتي انتشار هذا الفيديو بعد أيام على زيارة قام بها بيني غانتس إلى المغرب هي الأولى لوزير دفاع إسرائيلي. وكان هدف الزيارة تعزيز التعاون الأمني بين البلدين بعد نحو عام على تطبيع علاقاتهما.

وقد شهدت مناطق عدّة من المغرب بالفعل اعتصامات في الآونة الأخيرة تضامناً مع الفلسطينيين.

إلا أنّ هذا الفيديو يصوّر تظاهرة مطلبيّة.

فقد أظهر التفتيش عنه بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة إلى مقاطع أطول منشورة في 22 تشرين الثاني/نوفمبر قيل إنها توثّق احتجاجات في مدينة فاس "ضد شروط الترشيح لمباريات التعليم".

وتخلو هذه النسخ من نشيد مشجّعي نادي اتحاد طنجة الذي يبدو أن المروجين للفيديو المضلّل أضافوه.

وبالفعل، تتطابق العناصر الواردة في هذا الفيديو مع مقاطع أخرى نشرت على مواقع التواصل مصوّرة من مقدّمة التظاهرة، إذ تتشابه اللافتات والأعلام المرفوعة، إضافة إلى موقع التظاهرة الذي أمكن تحديده على مقربة من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمدينة فاس.

Image
صورة من الفيديو الأصلي
Image
صورة ملتقطة من الفيديو المضلّل

 

 

Image
صورة من الفيديو الأصلي
Image
صورة من الفيديو المضلّل

 

 

وفي المقاطع المصوّرة من قلب التظاهرة أو من مقدمتها، يمكن ملاحظة اللافتات والهتافات التي تتركّز على القضايا المطلبية والخوف من البطالة. وقد رفع بعض المتظاهرين بالفعل أعلاماً فلسطينية، على غرار كثير من التظاهرات التي تجري في بلدان عربية، لكن عنوان هذه التظاهرة كان مطلبياً.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا