الفيديو المتداول لمسلّحين يهدّدون رئيس الوزراء العراقي قديم

بعد ساعات على إعلان السلطات العراقيّة تعرّض رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لمحاولة اغتيال بواسطة "طائرة مسيّرة مفخّخة"، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ولاسيّما في العراق فيديو قيل إنه يظهر فصيلاً مسلّحاً يتوعّد الكاظمي، بما يوحي أن هذا المقطع حديث. إلا أنه في الحقيقة منشور على شبكة الإنترنت قبل نحو عام.

تظهر في الفيديو مجموعة من المسلّحين الملثّمين بلباس عسكري. ويتوعّد أحدهم رئيس الوزراء "بعقاب الله بيد المجاهدين"، قائلاً إنهم ينتمون لعصائب أهل الحقّ، أحد فصائل الحشد الشعبيّ الموالية لإيران.

ونُشر هذا الفيديو على موقعي فيسبوك وتويتر حيث شوهد عشرات آلاف المرّات.

وجاء نشر هذا الفيديو بعد ساعات على الإعلان عن "محاولة اغتيال فاشلة" تعرّض لها رئيس الوزراء بواسطة "طائرة مسيّرة مفخّخة" استهدفت فجر الأحد مقرّ إقامته في بغداد.

وأكد مصدر أمني رفيع لفرانس برس تشكيل "لجنة تحقيق عليا لمتابعة ملابسات قصف منزل الكاظمي"، في وقت تشهد البلاد توتّرات سياسية شديدة على خلفية نتائج الانتخابات النيابية المبكرة التي عقدت في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر.

وليس هذا الهجوم الأول ضدّ المنطقة الخضراء، فقد تعرّضت خلال العام الأخير للعديد من الهجمات التي لا يتبنّاها أيّ طرف، لكن غالباً ما تتّهم واشنطن فصائل موالية لإيران بالمسؤولية عنها.

موقف عصائب أهل الحقّ

قبل يومين من ذلك، وفي تغريدة نُشرت على موقع تويتر الجمعة، حذّر زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي من محاولات "أطراف مرتبطة بجهات مخابراتية تخطّط لقصف المنطقة الخضراء وإلقاء التهمة على فصائل المقاومة".

وفي تغريدة الأحد، أكد الخزعلي "َضرورة التحقق" من "الانفجار الذي حصل في منزل الكاظمي" من قبل "لجنة فنيّة متخصّصة وموثوقة للتأكد من حيثياته"، مضيفاً "إن لم يكن انفجاراً عرضياً... فإننا ندين هذا الفعل بكل صراحة".

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو الذي يُظهر المسلّحين يهدّدون الكاظمي قديم.

ويكفي البحث على موقع يوتيوب باستخدام كلمات مفتاح "عصائب أهل الحق- تهدّد - الكاظمي" للعثور على الفيديو نفسه منشوراً في كانون الأول/ديسمبر 2020 على قنوات عدّة، منها قنوات لمؤسسات إعلامية محليّة وعربيّة.

أما البحث باستخدام الكلمات نفسها على موقع غوغل، فيرشد على الفور إلى تقرير أعدّته حول الفيديو نفسه منصّة "التقنيّة من أجل السلام" العراقيّة المتخصّصة في الردّ على الأخبار الزائفة المنتشرة على مواقع التواصل باللغة العربية.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا