هذه الصورة لا تظهر سيدات أفغانيات في ستينات القرن الماضي

تبدو في الصورة شابّات مبتسمات يرتدين تنانير قصيرة ولا يضعن الحجاب، جالسات في الطبيعة يطالعن في الكتب. وعلّق ناشرو الصورة بالقول "نساء أفغانيات في الستينات خلال عهد الملكية".

وقارنت بعض الحسابات هذه الصورة بأخرى لسيدات يرتدين البرقع.

Image

بدأ انتشار هذه الصورة بهذا السياق وبلغات عدّة (الفرنسية،الإسبانية، المجرية، التايلاندية، الكوريّة) والعربية أيضاً، في 16 آب/أغسطس 2021 غداة سيطرة حركة طالبان على السلطة في أفغانستان.

وتحاول الحركة منذ ذلك الحين إقناع المجتمع الدولي والأفغان بأن نظامها اليوم لن يكون بنفس الصرامة التي شهدتها فترة حكمها بين 1996 و2001 عندما منعت النساء من العمل والتعلّم.

وتؤكد الحركة الآن أنها ستحترم حقوق المرأة وستمسح للنساء بالتعلم والعمل.

إلا أن ذلك لم يقنع الآلاف من الأفغان الذين توافدوا إلى مطار كابول في محاولة لمغادرة البلاد على متن طائرات الدول الغربيّة.

سبعينات القرن الماضي في إيران

وإذا كانت أوضاع النساء في أفغانستان قد شهدت تدهوراً خلال عقود النزاعات المتواصلة هناك، ولا سيّما في ظلّ سيطرة حركة طالبان (1996-2001)، إلا أن هذه الصورة ليست لسيدات أفغانيات في ستينات القرن الماضي.

فلقد أرشد التفتيش عنها باستخدام محركات البحث إلى مقال يضم الصورة نفسها نشرها موقع Foreign Policy في السادس من شباط/فبراير 2012.

وفي التعليق المرافق للصورة كُتب "طالبات من جامعة طهران عام 1971. فتحت جامعة طهران أبوابها للسيدات منذ تأسيسها عام 1934. وبعد الثورة الإسلامية، أُذن للسيدات متابعة الدراسة في الجامعة لكن تعيّن عليهنّ الجلوس في أقسام مخصصة لهنّ".

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 3 أيلول/سبتمبر 2021 عن موقع فورين بوليسي

وحوّلت الثورة الإسلامية(1978 - 1979) إيران من نظام ملكيّ إلى جمهورية إسلامية.

وذكر موقع Foreign Policy أن حقوق نشر الصورة تعود إلى المؤرخ لكاوه فاروخ المتخصص في الشأن الإيراني.

ونشر المؤرخ الصورة على موقعه الشخصي حيث نسبها بدوره إلى ر. تارفيردي و أ. مسعودي.

إلى ذلك ، نشرت قناة سي إن إن تركيا في العام 2015 الصورة ضمن مقال عن الثورة الإسلامية الإيرانية.