هذا الفيديو مقتطف من تجربة اجتماعية ولا يصوّر سجالاً حقيقياً بين عنصر أمن وامرأة محجبة في فرنسا

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لسجال يجري باللغة الفرنسيّة بين سيّدة ترتدي الحجاب وعنصر أمن، ادعى ناشروه أنه يوّثق "معاناة المحجبات في فرنسا". إلا أن الادعاء غير دقيق، الفيديو مقتطف من تجربة اجتماعية والهدف منه معرفة ردود فعل الناس على مسألة الحجاب.

يجري في الفيديو سجال حادّ بين سيّدة ترتدي الحجاب وكمامة، وعنصر أمن في ما يبدو أنها محطة للقطارات. ومما يقوله العنصر للسيّدة "لا يمكنكِ البقاء هنا، أنتِ في مكان عام ولا يمكنكِ ارتداء النقاب. نحن في فرنسا"، علماً أنها لا ترتدي النقاب بل تضع حجاباً وكمامة.

Image

ونال الفيديو مئات المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك وإنستغرام.

فرنسا والحجاب

لا يمنع القانون الفرنسي ارتداء الحجاب في الأماكن العامّة، لكنه يمنع النقاب.

وكانت فرنسا أول بلد أوروبي يمنع النقاب، مع إصدار قانون العام 2010 "الذي يحظر إخفاء الوجه في الأماكن العامة"، تحت طائلة دفع غرامة تصل إلى 150 يورو.

Image
نساء محجبات في جيفورز بالقرب من ليون في فرنسا بتاريخ 2 أيّار/مايو 2020 ( ا ف ب / جان فيليب كسيازيك)
Image
امرأتان محجبتان تسيران في أحد شوارع ضواحي ستراسبورغ في شرق فرنسا في 13 كانون الأول/ديسمبر 2016 ( ا ف ب / باتريك هيرتزوغ)

 

 

وينطبق هذا القانون في الشوارع والمتاجر والإدارات وكذلك وسائل النقل العام ومباني البلدية ودور السينما.

أما في ما يتعلق بالحجاب الذي يغطي الرأس ولا يغطّي الوجه، فليس محظوراً ما عدا في المدارس العامّة. والسبب في ذلك أنه يُمنع في هذه المدارس إظهار أي رمز يدلّ على أي انتماء ديني.

ولا يسري هذا الأمر على الجامعات.

أمّا الموظفون الحكوميون عموماً، فملزمون بعدم إظهار أي رمز ديني في مكان العمل، بينما لم تحسم بعد المسألة قانونيا في الشركات الخاصة.

تجربة اجتماعيّة

إزاء ذلك، من المستبعد أن يلاحق شرطيّ امرأة في فرنسا لمجرّد ارتدائها الحجاب، وليس النقاب. فما حقيقة الفيديو؟

قال مستخدمون على موقع فيسبوك في خانة التعليقات على الفيديو إنّه يصوّر "تجربة اجتماعية في فرنسا".

وبالفعل، عثر صحافيو خدمة تقصّي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس - من خلال التفتيش عبر محرّكات البحث باستخدام كلمات مفتاح باللغة الفرنسيّة "امرأة، فرنسا، حجاب، تجربة اجتماعية" - على فيديو منشور على أنه يُظهر تجربة اجتماعية.

ونُشر هذا الفيديو في الأول من أيّار/مايو على قناة "فريد زيتون" على موقع يوتيوب، تحت عنوان "إهانة امرأة محجبة في فرنسا".

وعند الثانية 45 من بعد الدقيقة الخامسة، يبدأ مشهد السجال بين عنصر الأمن والسيدة في محطة القطارات، ويمكن رؤية تدخل شاب لفضّ الإشكال محاولاً إبعاد العنصر عن السيّدة، قبل أن يتدخل فريق العمل ويكشف له وجود كاميرا خفيّة.

وينشر صاحب الحساب على قناته تجارب اجتماعية عدّة أجراها في فرنسا، تتناول قضايا كالعنصريّة والحجاب.

وقد تناولت وسائل إعلام محليّة هذه التجارب الاجتماعيّة التي يجريها الشاب البالغ من العمر 27 عاماً في شوارع فرنسا، ولا سيّما تجربة الشرطي والمرأة المحجّبة التي قال إنها تهدف إلى "زيادة التوعية حول العنصريّة وتشجيع الناس على التصرّف عندما يصادفون مواقفَ مشابهة".

وأشار صاحب الفيديو إلى أن "السيّدة التي لعبت دور المرأة المحجبة هي واحدة من المشتركين بقناته على يوتيوب وصاحبة الفكرة بهدف توثيق التمييز الذي تتعرض له كونها امرأة محجبة".

يأتي ذلك في ظل جدل واسع قائم في فرنسا منذ سنوات حول الحجاب وأيضاً حول التطرف الإسلامي، وعلى وقع هجمات نفّذها إسلاميون متشدّدون كان أبرزها في الآونة الأخيرة قطع مهاجر شيشاني رأس مدرّس فرنسي لأن هذا الأخير عرض على تلاميذه رسوماً كاريكاتوريّة مسيئة للنبي.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا